الخميس، 22 يوليو 2010

الفتاة التي لمست قلبي



كنت جالسا تلك اللحظة أراقبها من بعيد، أراقب حركاتها واحدة تلو الأخرى، أراها وهي تهمس في أذن صديقتها ثم بدأتا الاثنتان بالضحك،
آه لضحكتها، أحسست أنني بتلك الضحكة مستعد لان ابقي حياتي بهجة إلى الأبد، طريقة كلامها مع صديقاتها توحي بالكبر توحي بالنضوج
توقفت هي لبرهة لاحظت استمرار تحديقي بها وأزاحت وجهها خجلا،
كانت جميلة بكل ما بالكلمة من معنى شعرها اسود كسواد الليل عيناها واه من عيناها خضراوين يحملان بطياتهما كل أنواع الخبث والدلال والمكر خديها كالتفاح جديد النضور ، شفاهها مثل حبة اللوز الخضراء ، جسم متناسق لأبعد الحدود ، حاولت أن تذهب هي وصديقتها لكي ينضموا إلى باقي المجموعة لعلي أشيح بنظري عنها ولكن هيهات ، لم استطع في تلك اللحظة استحضار أي صورة في مخيلتي سوى صورتها ، ترنحت من مكاني ذهبت لكي أبدا الحديث معها بأي موضوع كان وعندما لاحظت قدومي من بعيد أحست بتلك المحاولة اليائسة مني فذهبت وجلست مع مجموعة أخرى من الفتيات ، ولكن ما أنا بفاعل ذهبت إلى هناك أيضا ، لم أكن اعرف هل أنا من يفعل هذا أم أن هناك شيء في هذه اللحظة يسيطر على هواجسي وأفكاري وجعلها تنصب كلها في كاس تلك الفتاة ، وفجأة وانأ في صراعي الداخلي لم انفك أجد نفسي أقف أمامها مباشرة وأناديها ( لانا )كيف حالك ، ولكن جميعنا نعرف طبع الفتيات ، ابتدأت تفتعل نوعا من عدم الاكتراث وذلك من خلال إيهامي بأنها تتكلم مع صديقتها ولكني أعدت السؤال مرة أخرى (لانا) كيف حالك ، عندها سقط ذلك الحاجز الدفاعي الأخير وقالت الحمد لله ، آه لصوتها ، جثمت لحظات في مكاني أعيد تحليل ذلك الصوت في عقلي الباطني الذي من المستحيل ما حييت أنا أنسى ذلك الصوت ، تمنيت لو أنها اكبر من العمر بقليل ، تمنيت لو في تلك اللحظة أن أقوم بإعطاء عدة سنوات من عمري لأي شخص يحتاجها وهم كثيرون حتى أصبح مناسبا لتلك الفتاة ، نعم لقد كانت طفلة في الثامنة من عمرها ، ولكنها مميزة ، لا اعرف لماذا ربما تشاء الأقدار ونلتقي مجددا ، أو ربما تشاء الأقدار واستيقظ صباحا لأجد نفسي في العاشرة من العمر ، أو ربما أجد تلك (لانا) الخيالية في أي مكان من فراغ الوجود أو ربما اجتمع (بلانا) تلك على رصيف محطة مهجورة ليس عليها من الوجود إلا أنا وهي،و ربما اكتفي بصورتها وأعيش على ذكراها حقبة طويلة من الزمن ، حتى قدوم (لانا ) أخرى ................. ربما...... ربما ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق