الجمعة، 30 نوفمبر 2012

هي قصة عشق .....

هي قصة عشق عاشها ابطال من هذه الالفية ، من هذا المكان ، هي قصة عشق جسدت كل ارواح الشعراء ، هي ما تعلمناه منذ صغرنا عن الحب العذري ، هي ليست كما قيس وليليى ، او روميو وجولييت ، هي كانت هو وهي .
نعم كما الافلام ، لكن دون تلك النهاية السعيدة التي تنتهي بزواج البطل من حبيبته ، هي عندما تفقدها للمرة الاولى والثانية وربما الثالثة ، ولكن كان هناك دائما ذلك الامل بانها ما تزال هناك وانها لا بد من المحاولة الرابعة والخامسة ، ولكن هي كانت بفقدانها الى الابد ، مع معرفتك الكالمة ويقينك التام بانها لم تعد هناك ابدا بعد الان ، وانه لا يوجد هناك المزيد من المحاولات .
لطالما خافت هي من ذلك الزمان ، ومن الوقت ، من الايام ، من المجهول ، من الخطط المختفية وراء جدار القدر ذاك ، دونما اية محاولة لاختراق تلك الاوهام والقفز عاليا فوق ذلك الجدار ، جدار العقل والمنطق ، لطالما قاما بكبح مشاعر الحب ولجمها من الانفجار ، ابتعدا عن استنشاق رحيق تلك الوردات ، ابدا لم يحاولا الوصول الى تلك الحديقة ومشاركة العديد من العشاق بقطف تلك الازهار ، لا بل جثما خلف ذلك السور ، يترقبان المجهول ومن جديد .
هي قصة ابتدات بسلام فمصافحة ، فاعجاب ، فصداقة ، ثم الى مشاعر جياشة ، كان هو هناك جالسا يحتسي قهوته ، هي اتت من بعيد ، صافحته ، تردد هو بذكر اسمه حينها من هول اللحظة ، نعم هو يستطيع تخيل واستذكار تلك اللحظة بكل تفاصيلها والوانها ، ذلك الشعر الذهبي ، القميص الاخضر ، الضحكة المتصنعة ، الخجل والاستحياء ، تلك الغرفة ، تلك النوافذ ، تلك السلالم ،ذلك كان اللقاء الاول .
استمر لقائهما مع عدد من الاشخاص الذي تحول بعضهم بعدها الى اصدقاء قرابة الخمس ايام ، خرجوا بعدها الى مدنهم المختلفة وبيوتهم ، استمر التواصل بينهم بضع الوقت ، ولكن هي فقط من كانت تشغل تفكيره طيل الوقت ، كيف له ان يقابلها مرة اخرى ، بعقليتها وتفكيرها الشرقيين ، وتحررها المنمق ، كان لا بد له ان يبحث عن طريق ما لكي يتواصل معها باية طريقة ، وكانت هي ، كان قد حان وقت تخرجها من الجامعة من قسم اللغة الانجليزية ، فقرر ان يقيم حفلة صغيرة للاحتفال بنجاحها ، رسم خطته كاملة ، دعا بعض الاشخاص المشتركين في علاقة الصداقة بينهما  الى الحفلة حتى يتسنى لها المشاركة ، اذ كانت ترفض وبشكل مطلق اللقاء الفردي مع اي كان في مكان او موضوع غير العمل ، وهكذا كان .
تم التخطلط للقاء ، الزمان المكان ، الهدايا ، الاشخاص ، وصديقه المقرب الذي عايشه قصته منذ بدايتها ، وفي اليوم المنشود ، منذ صباح ذلك اليوم ، استقبل هو منها رسالة على هاتفه النقال فحواها عدم تمكنها من القدوم وذلك لسبب طارئ ، تكسرت بعض الامال بعد تلك الرسالة ، حاول ان ينجح ذلك اللقاء ، ولكن لم يكن له ان ينجح ذلك اللقاء الا بعد ما باح لها بسره الصغير ، وما كان مخطط له .
هي احست بالذنب بسبب لمخططات ذلك الشاب ، وتكفيرا عن خطائها قامت هي بتحديد موعد اخر للقاء ، ولكن مع ذهاب متعة المفاجئة في ذلك اليوم ، هو يستطيع تذكر تلك الحفلة الصغيرة هناك بذلك المكان المرتفع ، اشخاص خمسة ، بوكيه من الورد ، وهدية تخرج صغيرة ، كم تمنا وقتها لذلك اللقاء ان يطول ايضا وايضا ، كم كان غبيا بالحب ، او بالاحرى كم كان يجهل الحب ، لم تكن سوى العديد من الالوان المتدافعة التي لم يعرف كيفية التلوين بها .
قويت تلك العلاقة بينهما بعد تلك الحفلة الصغيرة ، واعني علاقة الصداقة بالنسبة لها هي ، وعلاقة العشق والغرام بالنسبة له هو ، لم يبقي طريقا الا وحاول ان يوصل لها بها مشاعره ، ولكن هو لم يكن يعلم اذ كان هو فائق الغباء ، او اذا كانت هي تتصنع الجهل ، ولكن شيئا هناك في قلبه كان يخبره دائما انه على الطريق الصحيح ، وانها تعلم ولكن تحارب اليقين ، وانها اصبحت قريبة .
الطريق من مدينته اليها حقا بعيدة ، كان يتحجج بذهابه الى مدينتها ببعض الاعمال ، ولكن الغاية الاولى والاخيرة كانت دائما المرور بمكتبها الصغير دائم البرودة ، لا للسلام ولكن لاخد جرعة المورفين من عينيها ، لالتقاط بضع من ابتساماتها وضحكاتها ، لالقاء بعض النكات الساخرة ، بعض الاحيان للتهكم ، ولكن الاهم دائما كان ، ان يكون بقربها ولو لساعة واحدة من الزمان .
على الرغم من بعد مدينته هو عن مدينتها الا انهما كانا يتحدثان يوما عبر البريد الالكتروني ، وعبر الفيس بوك ، طالما قاما بتبادل الاغاني والموسيقى ، الاجنبية منها خاصة ، هي تحب بشدة المغني الاسباني انريكي ، كثرا ما كان يبادلها الاغنيات ذات معاني الحب التي لم يملك الجرئة للافصاح عنها ، ولكن دائما كان يتحجج برعة موسيقى تلك الاغنيات او جمال كلماتها ، هو يذكر كيف استاع ان يجد الذريعة لكي يكلمها ويتواصل معها عن طريق هاتفها الخلوي ، الامر الذي كان يعتبر من المحرمات لديها ، ولكنه تذرع يوما بقصة عمل لكي يكلمها الامر الذي استمر بعدها الى الابد .
دونما سابق انذار ، قرر هو اخيرا ان يبوح باسرار ومشاعر اثقلت صدره لمدة عامين ، اسرار لم تتم سرقتها ابدا ، اسرار جثمت هناك طويلا ، ولكن لم يكن هناك متسع ابدا للمواجهة المباشرة ، لم يستطع الانتظار ، اذكر انه اخبرها بتلك الرسالة عبر ايميل الياهوو ، هو حتى ما يزال يحتفظ بتلك الرسالة ، اخبرها كم هي جميلة ورقيقة ، اخبرها كم هي جعلته يستلذ باطعم جديدة للحياة لم يشعربها سابقا ابدا ، اخبرها كثيرا وكثيرا ، ولكن لم يقل لها احبك ، بل استدل بتلك الكلمة بعبارة ارغب ان اكمل حياتي معك .
نعم هو ايضا ما يزال يحتفظ بردها على رسالته ، يحتفظ به مكتوبا على جهازه المحمول ، كما هو مدون هناك بذاكرته ، بوجدانه ، كل جوارحه ما تزال تردد صدى تلك الكلمات مرارا ومرارا ، حتى الان ، هو اراد ان يرسم مستقبلا، هي ارادت ان تخططه بالعقل والمنطق ، وفي حلبة صراع القلب والعقل ، تنازل قلبه هو لعقلها هي ، بعدم التورط بقصة حب زائفة ربما ، نعم ربما ليس من المقدر لها ان تنجح ، ولكن ايضا هو كان يعرف انه ربما قدر لها ان تستمر كما الافلام ، هي قصة عشق .
هو قدم الكثير والكثير من التنازلات ، هي تعرف ذلك كل المعرفة، هو كان يلقاها دائما بمكان عملها ، حسب رغبتها ، هي كانت تلك الفتاة الشرقية ، متحررة الفكر، ولكن جليسة العادات والتقاليد العربية ، ولا سيما فيما يخص الجنس الاخر ، كانت ترفض بشكل مطلق لقائه بمكان غير مكان عملها ، وذلك حتى تتجنب المشاكل التي يسببها عقم هذا المجتمع ، هو احترم تلك الرغبة ولباها دونما مناقشة.
هي انجرفت وراء مشاعره اخيرا ، بعد العديد والعديد من الحروب والمغامرات ، هي افصحت بمشاعرها اخيرا ، هي اتربت قلبه بعد سنتين اثنتين من الاستجداء ، ولكن كما كانت عادتها تعطي وتاخذ ، اتربت قلبه بتلك المشاعر وازوته بظلمة المنطق وما سيكون دونما اية فرصة للفرح ولو لبعض اللحظات ، حتى بعدما استعاد بضعا من امل ضائع ، هي سلبته كل الامل ، وابقته في حالة الصراع والاشتياق ذاتها .
لم يرضى مطلقا هو بتلك النتيجة ، رسم مخططا جديدا وبالكامل لحياته ، ترك بلاده ورحل الى بلاد اجنبيه ، لعله يتحدى القدر، او الوقت ، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، هي كلمته مرارا وتكرار انذاك ، يوميا تقريبا ، تكلمه لكي تطمئن على احواله من ناحية ، ومن ناحية اخرى لكي تتاكد من ان  النوايا ما زالت في مسارها المحدد ، هو عاد مكرها الى فلسطين ، وضاعت من يديه الفرصة الذهبية لضمها الى صدره .
استمرت الايام بالنهوض معه من فراشه يوما تلو اليوم ، تذبل اجفان عيونه ليلا على صورتها هي ، ويصحو على ابتسامتها ، ضحكتها كما الشفق ، نظرة عينها الحزينة الهيئة ما تزال الى الان تفقده صوابه دوما ، هو يحتفظ بصورة لها سرا دون علمها ، هو دائما ما ينظر الى تلك الصورة ، يتحسسها دائما بيده ، ويطفو في بحر الامنيات .
وتمضي الايام ، وحبها في قلبه ما زال مستوطنا هناك ، على الرغم من نسيانها هي لكل تلك المشاعر، ولكن الامل والامنيات هي التي كانت تحييه ساعاته التي باتت خاوية الوصال ، هما استمرا بالتحدث والتواصل دائما ، ولكن بصورة اقل من ذي قبل ، يراها احيانها في مكان عملها كما هو المالوف لهما ، في بعض الاحيان يسيران من مكان عملها الى السيارات التي تستقلها هي الى بيتها ، هي طريق قصيرة بعض الشيئ ، بعض الدقائق المعدودة .
كل ما حلم به يوما ، لمسة من يديها ، ان يستيقظ كل صباح مواجها وجهها وعينيها ، ان يرقص معها رقصة تسكره الى الى دنيا اخرى ، دنياها هي ، وعالمها هي ، صوتها العذب يضفي تلك الحلاوة على قهوته الصباحية الخالية من السكر ، لهجتها المطعمة بالاسبانية لها رونقها ووقعها الخاص ، حتى هو بات يجيد تلك اللهجة ويستعملها بكثرة ، كل ما حلم به يوما ان يسير معها تحت قطرات المطر، يضمان بعضهما على استحياء ، يسيران في طريق تضيئه شموع الغزل ، كل ما حلم به يوما هو هي ، نعم وفقط هي ،  ولكن ليس لكل الاحلام ان تتحقق .
قلت الاتصالات لفترة قصيرة بينهما ، هو ذهب الى بلاد اجنبية ومرة اخرى ولكن هذه المرة تفصله عنها ساعة واحدة فقط ، ولكن كان هناك العديد من الصعوبات في الاتصال و التواصل ، حتى باتت رسالة نصية واحدة كل اسبوعين تقريبين ، رسالة لا تسمن ولا تغني من بعد واشتياق ، لا تخبر بالاخبار والجديد ، لا تتعدى كونها السؤال عن الحال ، حتى اصبح الفيس بوك الطريقة الوحيدة لمتابعة الاخبار والمستجدات ، وليته ما كان .
ذلك الصباح ابتدأ معه بمكالمة مزعجة جدا ، استيقظ على رنين هاتفه بها ، تبعها بعد الاخبار السيئة من عند اهله ، وبعض الازعاجات بالعمل ،  قرر عدم العمل في ذلك اليوم ، وضع على نفسه بعض الملابس ، وذهب الى مقهى بعيد عن مكان اقامته نسبيا ، ذهب اليه مشيا على الرغم من انها كانت تمطر هناك ، وذلك حتى يتسنى له مقامرة الارجيلة لعلها تنسيه بعض التعب والارهاق النفسي الذي حصل له في ذلك الصباح ، وايضا حتى يستخدم خدمة الانترنت المجانية الموجودة هناك ، استهل جلسته ببعث رسالة نصية لها يخبرها عن احواله المضنية ويطمئن على احوالها ، ثم دخل الى الفيس بوك لمتابعة اخبارها كعادته ، حيث انه تحول الفيس بوك بالنسبة له في الفترة الاخيرة فقط وسيلة لمتابعة اخبارها ، وهناك كانت الصدمة المفاجئة ....
هناك على الفيس بوك ، وعلى صفحتها ، بدأ بالتصفح بشكل سريع مبدئي ، حتى لفتت نظره تلك الصورة والعبارة ، جثم دون حراك او همسة ، ثوان معدودة حتى قام بقراءتها مرارا وتكرارا ، نعم هي تمت خطبتها لشاب من مدينتها ، شاب مناسب لها على جميع المستويات ، لم يستطع تحديد ردة فعله ما هي ، ولكن بعض الدموع الغاصبة عبرت عن كل شيئ ، اقفل جهازه المحمول واستغرب بالتفكير لوهلة من الوقت ، لم يستطع تحديد كيف له ان يرد على تلك الصدمة .
الحب هو اسمى الصفات الانسانية اطلاقا ، هو ان تعرف انها دائما انها هناك مهما حصل ، هو ان تحملها بين ذراعيك مع خوف كل خلايا جسدك من افلاتها ،هو ان تستيقظ كل صباح وانت تعلم انها هناك بجانبك ، هو ان تبحث عنها دائما ، وتكون بقربها مهما كان او حصل، هو ان تحب الخير والحب لها ، الحب هو ان تكون هي سعيدة حتى لو انها لم تكن معك انت ، او معه هو، الحب هو ان تتمنى لها الخير في اية عوالم هي كانت ، وهكذا كانت ردة فعله ، هو تمنى لها اطيب الامنيات بالتوفيق والسعادة والحب والنجاح ، هو قال لها تلك الكلمات بكل النوايا الصادقة ، بكل الامتنان لها على كل الاوقات الجميلة التي عاشها معها يوما ،على كل ضحكة اسرت بها قلبه يوما ، على كل دقيقة من العطف والحنان والخوف ، على كل جلسة استماع لهمومه ومشاكله ، على الكثير والكثير من الامور الدافئة التي لن ينساها ما حيا ابدا .
هي كانت قصة عشق دون كلمة احبك ، هو لا يذكر ابدا قوله احبك لها ، او قولها هي احبك له ، هي كانت اغرب قصة حب اطلاقا سمع هو بها ، او عايشها حتى ، مع انها كانت القصة الاولى ولا بد من انها لن تكرر ابدا ، هي كانت قصة حب تتالم وتفرح لها الافئدة ، فقد كانت هناك الكثير والكثير من الضحكات الدافئة ، والكثير ايضا من الاشواك الواخزة ، هي كانت قصة عشق لم يقدر لها ابدا ان تنجح او تستمر ، ولكن هو حاول تحدي القدر والالاه ذاته ، وقد خسر تحد للمرة الاولى في حياته .
هناك انتهت قصته هو ، وضعت قلمي وانا انظر بالمراة ومن جديد ، اعيش تلك الحالة من الانفصام الفكري بيني انا وبينه هو ، وحبنا نحن الاثننين لها هي ، نعم هي وهي فقط ، وها هنا تنتهي جميع الاساطير والقصص الاغريقية التي عرفتها يوما ، حتى العنقاء صديقتي حلقت بعيدا عني ، وقلمي جف حبره من بعد طول امتنان ........

احبك وبعد ...

تردد كبير يطغى على قلمي هذه المرة ، ارغب بشدة ان اكمل هذه الكلمات البسيطة الى النهاية ، نفس المكان ولكن في زمان مختلف ، في زقاق ضئيل يلعب دور المظلوم بين كل تلك السراديب المخيفة التي تعكر صفوة خلوته بأجراس ترن من ذاك المكان المجهول ... ها انأ أعيش نفس الذكرى للمرة الألف بعد المليون ... أمام تلك النافذة التي لم تستنشق أبدا لون الشمس،  اليك يا سيدتي هذه الرواية ، ليست بسبب الخوف من المواجهة المباشرة ، وانما بسبب وعود كنت قد قطعتها ذلك اليوم ..... قطعتها الى نفسي بعدم تعكير مجرى وهدوء حياتك .
المشاعر والحب لا يعرفان التاريخ او الوقت اوالعمر او الزمان او المكان ، ملاحقة للاحداث الثورية التي تطغى على سماء البلاد هذه الايام ، انهيارات قادمة ، تحولات جارية هنا وهناك ، ولكن ذلك الاحساس يستمر بالتنامي نحوك انت ، وانت فقط .
انا اعلم أن ليس من حقي تلاوة هذه الكلمات بعد الان ، ولكنني  ومنذ وقت طويل اشعر بالحرية الفكرية والوجدانية ، مصابيح اضائت كل تلك الحجرات المظلمة هناك في قلبي ، تدنو نحوك انت ، ولكنها تعلم مسبقا أنها لن تصل ابدا مهما حييت او مهما حاولت .
هو أن استيقظ كل صباح على ابتسامتك ، على بياض اسنانك الظاهرة من ضحكاتك المتتالية ، في بعض الاحيان حتى المتصنعة منها ، هو ان انام واحلم ، احلم بملمس شعرك الناعم المنسدل على كتفيك ، احلم بلمسة يد تروي ظمئي منذ قرون ، احلم أن ارى عينيك واحدق بتلك اللؤلتين التي طالما اشعرتني بالحرمان .
احلم ان افتح عيناي ذات صباح لا ارى من كل هذه الدنيا سواك ممدة الي جانبي ، اتلمس تفاصيل وجهك ، واطبع قبلة على جبينك ، اضمك الي واحتسي عبقا يغنيني عن ملذات الحياة اجمعها .
لطالما بحثت عنك طويلا ، لطالما بحثت عن تلك الفرصة اللتي تجعلني انسانا اجمل وافضل وارقى ، نعم تعجز عيني بالكثير من الاحيان ان تراكي ، وتعجز روحي من لقياكي ، ولكن ابدا لم اعجز ابدا من مناجاتك ، ما الحب الا جنون ، وانا مجنون بك .
الناس في بلدي تبحث عن الخلاص ، وانا ابحث عن الكفر ، انت كما البحر ، لا يروي ظمئي ابدا ، ولكنه يبقيني في تلك الحالة من الاشتياق ، كما الامواج ، تاتي وتذهب ، ولكنك تعلم انها دائما   هناك .
أنتظر ذلك اليوم الذي القاك بشغف ، الكثير والكثير من الكلام اللذي يبحث عن العتق ، ولكن امامك يتحور الى مشاغل الحياة الاعتيادية ، ما كان وما سيكون ، لا يهمني اين انتي او اين ستكوني ، المهم هو ان اكون بقربك ، اواكن حول المكان اللذي تنتمي انت اليه .
نعم انا الان اشعر بالحرية ، أرغب بالتحليق بعيدا ، متمسكا بتلك الاحلام ، لا مكان للامال بعد اليوم ، جسدي ايضا سوف يذهب الى عالم اخر ، هو ببعيد ، ولكن فكري سوف يكون هنا معك انت دائما ، فليست اكثر من وداعا ، ليست الى لقاء قريب ، ولكن الى حياة اخرى ....
اتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك بعيدا عني وعن الالم الذ اسببه !!!! نعم ... لا تندهشي يا سيدتي ، انا فعلا اتمنى لك الخير البارحة والان وغدا ، رغم كل شيئ , نعم ها انا قد بدات اعود أنا ............ !!

الأربعاء، 11 يوليو 2012

عذرا نابلس ، بس بالنابلسي اتبعبصت !!

أخخخخخ ،  بس الواحد ايش بدو يحكي ؟ يعني بنحكي وين ايام زمان ، او لساتنا بنسب ؟ انا شخصيا متدايق ، ومتنرفز ، وسبيت اكتير ، ولهلأ عم بسب ، ايش يا نابلس ؟. ايش اللي عم بسير ؟؟

ارجع بالزمن اشوي لورا ، فترة اكم سنة بس ، يعني بعد الانتفاضة التانية ، او حتا خلال الانتفاضة ، خلينا انبلش من سنة ال 2000 ، انا كنت فاتح بسطة اصغيرة بالبلد القديمة بنابلس جنب ملحمة فخري ابو زنط للي بيعرف البلد ، كنت ابيع العاب ام الشيقل ، هادا لما بلش الاستيراد من الصين ، وكمان ما ننسا انو الشيقل بهداك الوئت كان بجيب اكتير اشياء ، وخاصة حسنات ! كنت اروح على سوبر ماركت الصفدي بالبلد واللي هي كانت بوئتها متر في متر ، كنت اشتري كاسة براد ، و3 بسكوتات امشلح للي بتزكرو ، وحبة علكة شعراوي ، وملبستين ، وكل هاد بالشيقل ، طبعا نا كنت قدام الملحمة تبعت فخري ، وكنت انبسط امتير لمن ايجيبو خروف يدبحو ، زي كانو بتحضر فلم ، وكانو كل 3 ايام ايجيبو خروف اجديد ، بتزكر مرة جابو نعجة اصغيرة، فلما دبحها انا بدي اسألو عن صدر النعجة ايش بيعملو فيه !! في براءة الاطفال سالتو : فخري طيب (ثدي ) النعجة ايش بتعملو فيه ؟ طبعا هوا فرط ضحك علي ، واخوه فرسان كمان ضحك علي ، صار يحكيلي : اصدك ( بزازها) ، بتزكر كيف صار وجي بالالوان لمن هوا اللي حكا هاي الكلمة !!! بس المفارقة العجيبة واللطيفة اني اليوم لمن امشيت بالبلد ، بنت اصغيرة يا دوبها واصلة 5 سنين عم بتسب عاخوها لانو اخدلها البسكليت وحكتلو ......س اختك ! اللي هي طبعا بتكون !! عمار يا نابلس .
جمبي عاليمين محل ابو زيدان العطار ، وجمبو محل العبوة العطار ، محل العبوة بالزات كان عبارة عن متحف كامل ، اولا المحل مبني مكان بركس خيول سابق لقلعة قديمة للعائلة الاقطاعية المعروفة عبد الهادي ، اول ما تدخل عباب المحل ، اتفرج عالسقف بتشوف تمساح امحنط عمرو اكتر من 60 سنة ، عاليمين بتشوف بيضة نعامة ، عالشمال صقر ، بومة ، طبعا هادا غير قرون العاج ، غير النحاسيات والاثار القديمة جدا ،كل هادا بتشوفو بمساحة مش اكتر من 2 متر مربع ، جوا بالمحل بتدخل باقي المحل واللي هوا اكتر من 10 متر مربع ، بتشوف اماكن نوم واكل الخيول ، ومخزن بسيط لاغراض ابو زهير العبوة ، انا كنت اكتير احب اروح عندو واشتري علكة مستكة العربية اللي لونها ابيض ، بيجي فيها طعم مرار ، ومنظر المرتبان اللي عمرو بكون اكتر من 50 سنة والله والعليم ، لليوم طعم هاي العلكة ما بروح من تمي ، وجمبو ابو زيدان كنت احب ائعد عندو واساعدو واعبي الحبوب معاه ، كنت احب اوزن عالميزان اكتيير ، اليوم وانا مارق رحت عند ابو زهير العبوة عرفني طوالي ، وابل كما احكي مرحبا ، حكالي والله يا سيدو مش موجود مستكة من اللي انتا بتحبها !!بجد حسيت بخيبة امل اكبيرة ، وسبيت .
طبعا غير عن اكتير من الاماكن اللي الها زكريات حلو اكتير ، ايش مع الطمرية ، في محل طمرية بالبلد محل عرفات ، لليوم موجود بس الفرق اكتير بسيط عن ما كان اول، كان لما ابو عرفات يقلي الطمرية اتشم ريحتها من اول الشارع ، وكان حقها 7 اغورات ، وحجمها اكتيير اكبير ،حبة الطمرية كانت زي العيد ، والله من اول ما دخلت البلد وانا نفسي بهالطمرية ، روحت عند عرفات طوالي ، غير انو الحبة صار حجمها الربع !! السعر صار الضعف ! الطعم !!! الزيت مطعم كانو الو اسبوع مش امغير ، يعني ايش ؟ ايش بدك ؟ غير الزيت يا اخي !
بتكمل مشوارك بتوصل لعند البلبل تبع الفلافل ، دايمن انا وحمزة كنا لما بدنا ناكل فلافل انروح عندو ، ونحكي للناس هي ازكا محل فلافل بالبلد ، اغلطت ورحت امجد هديك الذكرى بيني وبين حمزة ، ويا ريتني ما رحت ، انسا انو الخبز الو من الصبح وناشف ، الفلافل محروق ! في حدا يا الله ببيع فلافل محروقة ؟؟ ايش بدي احكي بس ؟
وعسيرة الخبز والمخابز ، نابلس والبلد بالزات مشهورة بالمخابز  وافضلها على الاطلاق ، خالي كان لما بدي اطلع على عمان يحكيلي جيب معاك خبز ، من بداية البلد عند جامع الخضر بتبلش بمخبز الشامي والتمام ، العكر ، الشخشير ، القطب ، والله الصبح اتشم ريحة الخبز من اخر رفيديا ، امبارح ، ما لقيت الا مخبزين فاتحين بس ، العكر والتمام ، والعكر بعمل ازكا برازق ممكن تاكلها بكل حياتك ، لما تطلع الصينية من الفرن اتشم ريحة السمسم المحمص من بعد 3 حارات ، والله نفسي فيها كان ، واشتريت اشوي ، وهديل سبت عليهم قبلي هاي المرة ، غير انها امبردة ، مش مستوية ، ما الها طعم ! بس سكر ! ، كان عمي وانا اصغير يضربني دايمن عشان ارضا اروح على فرن التمام باخر البلد اجيب خبز ، واليوم ، فرن التمام بعمل اسوأ خبز بنابلس كلها !
وحدة من احلا فقرات ايامي وانا اصغير ، انروح انا واخوي واصحابنا عند حلويات الاقصى ، طبعا المحل رقم 1 بالكنافة النابلسية ، ومصروفنا ما ايكفي نشتري نص وقية ، نشتري كل واحد بشيقل ، وكان الحج ايحطلنا شقفة ناكلها اتكون عن وجبة بهاد الشيقل ، اليوم وانا واقف باكل عندو اكنافة ، برا طبعا بتكون ماسك الصحن وواقف بنص الشارع ، هاي بتعطي طعم اضافي غير طعم الكنافة ، اجو ولدين بدهم بشيقل ، وطبعا !! ( ما في عمو بشيقل ) بقتبس من البياع ! ليش هيك ؟ ايش الليي صار بالبلد ؟
بكفي مواقف ومحلات ، اتعبت نفسيا من هداك المشوار ، طول عمري انا وايا حد من اصحابي لما بدنا انغير جو او نرتاح نفسيا كنا ندخل عالبلد ونمشي من اولها لاخرها ، ندخل بالزقق والحارات ، نمشي لحد ما نتعب ، نتفرج عالتمر الهندي والجبة والصبانات والناس والمحلات ، والولاد اللي عم بالعبو بنانير ، بس اليوم وانا ماشي بالبلد اتعبت نفسيا واتدايئت لدرجة اني بس ضليت اسبسب ! ما خليت حدا الا سبيت عليه .
اسف نابلس بس اتبعبصنا !!! كنت احارب باسمك اكتير ، عروس الضفة ، بس اليوم صرت استحي احكي اني من نابلس ، واحلا شي بالموضوع انو امير صبيحات لليوم وبعد ما اتخرج ميت انو ايلائي شغل بنابلس عشان يسكن فيها !! ايش رايك امير ؟ حابب تسكن بنابلس ؟

A love story Without I love YOU

تغييرات جذرية طفت على مسار حياتي في الاونة الاخيرة ، ابتدائا من التغيير الجذري في مجال عملي ، الى التغييرات الكثيرة في اسلوب حياتي واصدقائي ، كثير من الامور عادت للتحسن ، والكثير من الامور بدت تحولتاها وتغيراتها كاسلوب حياة جديد قد ادمنته ، ها قد باتت ايامي ولحظاتي وشيكة ، ربما في بلدي ، او ربما في هذه الحياة ، ولكن امرا واحدا لم يتغير بعد ، ولا اعلم اذا كان سوف يتغير ابدا !!
كما الطفل الذي يتعلم السير للمرة الاولى ومجددا ، أسير بخطى واثقة ، ولكنها ثقيلة بعض الشيء ، اسير في جميع الاتجاهات ومرة اخرى ، تاركا مجرى الاحداث للزمان لكي يقررالنهايات عوضا عني ، انادي على نفسي هناك بتمعن ، لقد وجدتني اخيرا ، ولن افقد زمام الامور مرة اخرى .
ما زلت محافظا على تلك العادة السيئة بقراءة الصحيفة كل يوم ، اداعب صفحاتها مع فنجان قهوتي الخالية من السكر ، التي تضفي مرارا على بعض اللحظات لعل من شانها انا تمحي مرارة بعض السطور ، ودخان تبغي الذي ما زال يرافقني اينما ذهبت ، الصديق الوحيد الذي يأبى الى الان التخلي عني .
خذوه...لم أعد أريده ، وأنتم ما زلتم تطمئنون عليه ،هو بخير لكنه متعب قليلا ، ويحمل من العتاب الكثير ، يريدكم..ولكن بنسختكم القديمة
يفتقدكم..وفي نفس الوقت يرفضكم ، خذوه..لم أعد أريده،  ،فهو طيبٌ يثق بسرعة  ،فهو أبيض ما زال على استعداد لتصديق أي شيء ،فهو بريء قد لا يحب لكنه لا يكره ،فهو كالطفل يخدع بالكلمات ، لكن الطفل يُخدع ببراءة وغباء ،وهو يُخدع بتغابي.

أنا لا استهين بقدرات قلمي، هو من كتب وعكس وهم كنت أعيشه ، لا تقولي هذا لست أنا, كنت أقول شعر ولكني ارفض أن أقول ألا ما كتبه قلمي ، نجوم تبحر بالسماء تبحث عن قمرها الذي اختفى ،تبحث عن نور غاب عنها كحبيبة تركت حبيبها ورحلت من قلبه ، بحث عنها، تفصلهم جدران الكلمات ومرارة الانتظار، كم هي صعبة الحياة باختياراتها وقراراتها ،خيم الليل وخيم الظلام رحلت من دون وداع ، كانت ترسم حياتي بحبها ، تمضي الأيام كاللحظات دون فائدة ، ما قيمة الانتظار دون جدوى ؟ الحب كالحرب ، إن كنت في داخلها أما تكون منتصرا أو مستسلم للقدر !!!
جلست تائهاَ بين أوراق شِعري المتناثرة ، لا أعرف من أين سأبدأ ومن أين سأنتهي ،عجزت عن وصف الكلمات عجز القلم عن وصف شعوري وتناثر بين صفحات الماضي ,وقفت وتأملت نفسي لست أنا من يقول هذه الكلمات، وقفت عاجزا أمام نفسي ، لم كل هذه الأوهام تخيلت الدنيا لي وحدي وفجأة ..عرفت إنها للقدر هو من يملكها ويتحكم في مصيرها، لا أحسد أي إنسان؛ لان كل من فيها لا يعرفون ماذا يخبئ لهم القدر في طيات النسيان لا يوجد إنسان يستحق أن يرى الأحلام. !!
ما زال حبك سيدتي يستوطن تلك الزاوية في قلبي ، وما زال يمنعني دائما من البدأ من جديد ، انا انسان ، وانا استحق ان أرى الاحلام ، ولكن حبك وبعد ......

العاهرة والتنين

انها الساعة السادسة صباحا ، نعاس قاتل ما زال يثقل جفوني ، برد قارص بالخارج ، اصوات الهواء المتسلل من شقوق نوافذ غرفتي توحي باجتماع اشباح الارض جميعا هنا حولي ، أبحث عن عود ثقاب حتى اقوم بغلي قهوتي الصباحية ، تلك اللتي ما انفكت تلازمني ووحدتي لسنوات عديدة ، محطة اخبار الجزيرة تحتفل باكمالها خمسة عشر عام من الكذب والخداع والحقيقة والثورات وغيرها  ، أصوات شخيروالدي النائم تضفي ذلك النشاذ الموسيقي على سكون انغام المكان .
صديقي العزيز ما زال يكرر تلك العبارة ، (العاهرة والتنين) ، كلما ذكرنا موضوع نتائج الثانوية العامة ، وكيف ان الوزيرة في ذلك الحين بقرار مستبد قامت بالقضاء على جميع احلامه وطموحاته التعليمية وغيره من الاصدقاء ، العاهرة والتنين ، كم كان أن يتمنا لو أنه يمتلكها لبضع من الوقت ، حتى يرسم ملامح مستقبله على جبينها .
البارحة فقط كنت اسير بجنازة جدي احمل نعشه على كتفي ووالدي ومجموعة من الغرباء ، حتى وصلنا الى المقابر ، ما زلت اتعجب من ابداعات وامكانيات الشعب الفلسطيني ، الشعب الذي يبرز مهاراته وانتقاداته حتى في عملية الدفن الروتينية ، كل الحاضرين بدأو بتلاوة الافكار والاوامر على طريقة التحرك والدفن ، كلنا خبراء في كل المجالات ، كم انت عظيم ايها الشعب الفلسطيني .
لا تزال بعض الافكار تواردني احيانا ، لماذا وكيف ، وهنا وهناك ، كلها مسميات مختلفة لموضوعان متشابكان ، ومختلفان بنفس الوقت ، دائما ما استسلم الى النوم في طريقي الى عملي بمدينة رام الله صباحا ، حتى قهوتي لا تملك خيارا في سلبي عشقي الغير مبرر للنوم .
لطالما احببت فصل الشتاء حبا مطلقا ، لم اكن أرغب بشيئ كاقتراب فصل الشتاء ، حتى بادلتها هي عشقي الجديد لفصل الصيف وابتعادي عنك يا شتاء ،وها  انا الان اعود اليك طالبا منك الصفح ، وعدت الى ازيائي الشتوية ، اراقص ذرات المطر على ايقاع الفلامنجو ، وأألف من الرياح سيمفونيات لي وحدي انا ، واتلذذ بنسمات البرد على جسدي العاري كتلذذي بقدح النبيذ الاحمر في سبيل محاربة تلك النسمات .
لم تصادفني الى الان عاهرتي الخاصة ، ولكنني التقيت بالعديد من التنانين ، حتى الاسطورية منها ، جميعهم اساطير ، حتى تلك العاهرة بدات بالتصديق بأنها اسطورية ايضا ، أوعنقاء فاجرة القت ثوب النقاء جانبا ، وتحولت الى بشرية ، ولوثت نفسها بغرائزنا الكافرة .
في داخل ترويقة ، ذلك المكان الذي يمثل واحدة من ادماناتي الكثيرة ، ما زالت تلك الفتاة تحدق بي ، وانا المحها بطرف عيني ، لم تكن نظراتي بريئة ابدا ، لا سيما عندما هي بدات بالابتسام ، لا شعوريا بادلتها الابتسامة  ، ولا اعلم كم مضى من الوقت بالتحديق حتى كنا جالسين مع بعضنا البعض على نفس الطاولة ، نتبادل الحديث بدل النظرات .
كم اعشق البساطة في حياتي ، لا اكترث الى الناس وارائهم ، فانا دائما افعل ما اراه صحيحا ، اسير بكل الطرق التي تحلو لي ، ارتدي ما ارغب من ملابس مهما كانت غريبة ، او بالاحرى ليس من المعتاد رؤيتها في محيطنا .
ما زال صديقي يندب حظه مع تلك العاهرة التي كانت سيجارة مور واحدة كافية لاحراق ذكراها المؤلمة وبدء حياة جديدة وانطلاقة مفعمة بالامل ، وانا ما ازال ابحث عن تلك السيجارة الاسطورية التي سوف تكون كفيلة ببداي من جديد ......

الأحد، 28 أغسطس 2011

معشوقتي غجرية ، وامالي صماء

خطواتي ثقيلة ولكن مترقبة  ، قد هرمت قدماي وتشققت  من بحثي المستميت عنه ، وكما هي النهايات السعيدة ، وجدته جاثما هناك يقلب بضع الصفحات القديمة ، تواريخ وذكريات تكدست عليها اغبرة الخواء ،  تارة بالشرق ... وتارة اخرى بالغرب ، ابتسامة عريضة حينا ، واحيانا كثيرة عدة دموع مالحة !
أنظر الى حاله كما الايام الخوالي ، لم يعد الى طبيعته بعد ، من معاني التلعثم ، نسجت ابوابا باحثا عن مفتاح لنافذة الاهية تطل على شرفتها هي ، واودعت في محرابها بضع اسرار تردي العاشق قتيلا ، والبستها اضواء لا تستر من جسدها محرم ، وبدأت احلم بها هناك ، جاثيا على مفترق ضئيل ، امارس لعبتي المفضلة وارتجال !
هو من بعدها تحول الى زير نساء ، احب كل فتاة صادفت طريقه ، ليكيتشف فيما بعد ، انه احبها هي ولكن في بلاد مختلفة ، فتلك الفتاة السمراء كانت تملك حزن عينيها هي ، وتلك الفتاة الغربية كانت تحيى بروح دعابتها هي ، وتلك ملكت لون شعرها ، وأخرى امتلكت لهجتها بالكلام ، احداهم امتلكت ابتسامتها ، ولكن لم تملك احدهن ابدا روحها .
ولكنه اوقعني في شرك افكاره ، هو احب كل من تشبهها ولكنه بنفس الوقت لا يريد أن  يحبها هي ، هو يخاف جدا ، او اصبح يخاف ، لا اعلم ، لا استطيع قراءته بعد الان ، لم يعد هناك مكانا لهما معا ، او ربما هناك العديد من الامكنة ، ولكنه للمرة الاولى لن يحرك ساكنا من مكانه بحثا عن احد تلك الامكنة ، سوف يبقي على شرنقته في ذلك المكان ، لن يخرج منه لوحده باحثا عن تلك الفراشة ، هو سوف ينتظر فراشة تاتي الى شرنقته تؤويه بغبار اجنحتها تلقيه في احد تلك الامكنة التي تتسع لفراشتين اثنتين ، هو وهي .....
أبعديني عنك يا سيدتي ، ابعديني اكثر ، فأنا لست انا ، لم اعد من تتمناه احداهن لاكمال الطريق ، ابعديني عنك قليلا الى هناك ، احاول واعيد الكرة مع تلك الحسناوات ، او ربما عليه ان يبحث عن اميرة لا تملك منك شيئا ، او لعل مخيلتي ترسمها بك ومن جديد ومرة اخرى معشوقتي غجرية ، وامالي صماء

حسنائي والقمر

لم يعد باستاعطتي الابحار مجددا، او حتى التحليق او الطيران مرة اخرى ، ها انا ومن جديد اعود الى تلك البداية المؤلمة ، ازمنة تتلوها ازمنة ، الامل تلو الامل ، الطموح تلو الطموح ، اوهام تتبعها اوهام !!
حقيقة لا اعرف لماذا اقوم بالكتابة الان ! ربما في محاولة مستميتة اخرى للتغلب على ذلك الفراغ الذي بدا يشغل حيزا كبيرا من حياتي وموجوداتي ، لم يعد للايام اية نكهة تذكر ، لا اعرف لماذا لم اعد ارى نفسي بالمراة بعد الان، لم يعد هناك ايا مكان للذكريات الدافئة ، او حتى متسع من الوقت لاشتمام رائحة الياسمين ، او الاستماع الى صوت الكمان الخافت من بعيد، لم يبقى هنالك ايمان من اجل الرقص في معبد الوثنية او على تلك الاحجار الجمرية.
اجلس تحت تلك الشجرة ، شجرة البداية ، التمس ظلها ، اشعلت موقد النار الخاص بي ، بدات باحراق بعض الذكريات والاوراق بحثا عن الدفء، لا اعلم لم لا انفك اتخيل مرور تلك الحسناء من امامي ، وعند كل اكتمال قمر ، تتركني هي ايضا وتتحول الى رماد ، تحت المطر ، وبين جموع الناس ، كلهم ما زالو يحدقون بي ومجددا ، تلك المراة لم تبادلني السلام كعادتها ، وتلك الطفلة تحولت الى فتاة يافعة تجذب جميع النظرات عني الى حسن قوامها ، اكملت الطريق الى ذلك المكان ، بحثت عن حفرتي السرية ، كنت قد خبات فيها سابقا زجاجة نبيذ معتقة ، تحولت ليلتي الى ليلة خمر ورقص .
انفعالات كثيرة ، افكار جمة ، مشاعر متضاربة ، كم هائل من اللاوعي يسيطر على عقلي ومجريات حياتي الاونة الاخيرة ، شعور قاتل بالوحدة ، اشتياق شديد للنوم ، للاحلام ..... حتى الاحلام باتت معدومة !
احدى تلك الاحلام كانت من ابواب السماء ، وانا اجثو هنا ، اعبث  بالمصطلحات ، تحولت نحن الى انا وانت ، أخاف منها كالاه هارب من سخط الشعوب ، باتت جميع رسوماتي بالابيض والاسود ، نفذت كل الالوان ، او ربما انا لم اعد اقوى على التلوين مجددا .
كنت قد اطلقت العنان لاحلامي بعيدا ، لم اعرف يوما سقفا لطموحاتي ، حققت الانجاز تلو الانجاز ، ولكن لم اتخيل يوما ان اصحو على فراشي فارغ اليدين ، املك لا شيء، لا لم اعد الى نقطة البداية ، لقد عدت الى ما ورائها ، فقط كنت قد خسرت جزءا كبيرا من قلبي ومشاعري ، وطاقتي وبهجتي .
اسير  تائها من حولي ، لا يحيطني شيئا سوى انقاض متراكمة ، لا اعرف من اين ابدا اعادة البناء ، لم اعد املك تلك العين المتفائلة التي لا تعرف الملل والكلل ، كل ما اريده هو ان ينقضي هذا اليوم وان احصل لى على بعض القسط من النوم ، لم اعد اعي تلك المعاني الخالدة مرة اخرى.
في بعض المراحل نحتاج الى البعض ، من هم حولي لم اعد اشعر معهم بالامان ، من كنت ابحث عنها لتؤنسي وحدتي تخلت عني باللحظة المناسبة ، لاجد نفسي محاطا وبنفسي مرة اخرى ، بعض من  اخطاء الماضي بدات تترقبني ، لم اعد اعي من اين هو المخرج ، او اين هو طوق النجاة .
انهيت تلك الزجاجة ، ولكنني على يقين بانني لم احتسيها لوحدي ، ما ازال في كامل عقلي ووعيي ، ولكن ما ينفك ذلك السؤال يحيرني ، اين شجرتي وتلك الحسناء ، بحثت عنها على انغام الرياح وبعض من انغام الجاز المتسلطة ، ما ازال اريد ان احصل منها على قبلة كافرة قبل اكتمال القمر ، بدات اشك بانني غائب العقل تماما ، ولكنني ما زلت اتذكر انني لم احتسي تلك الزجاجة وحدي ، بدا القمر يتخلص من لباسه من بعض الغيوم ، لا لم يكتمل بعد ، ها هو خيالها بدا يتهاتى لي من بعيد ، نعم انها هي ، اعطتني قبلتي التي ما زلت ابحث عنها ، بل واعطتني اكثر من ذلك ، هي قد وافقت على مطارحتي الغرام ، ذهبنا الى تلك الغيمة لكي نستتر عن الناس في كفرنا ، وها قد تخلصنا من ملابسنا ، انا اراها عارية تماما امامي هنا ، ولكن ذلك القمر هو ايضا كان قد تخلص من لباسه ايضا ، اضعت وقتي اتفحص تضاريسها ، ولكن القمرلم ياذن لي بمطارحة الغرام من معشوقته  الحورية ، فقد حولها الى رماد ومرة اخرى قبل ان احظى بذكرى كافرة لملس جسدها ولكن هذه المرة ، دون ان يكتمل القمر
 
 

الجمعة، 17 يونيو 2011

WENT BY THE WINDS .....


لم يتبقى هناك اية متسع من الوقت ، ها قد باتت العاصفة وشيكة ، وها هي قد بدات بتحضير قاربها الشراعي تمهيدا للهروب عبر تلك العاصفة ، بدات الارض بالاهتزاز ، النوافذ بالنفير ، الكلمات بالنفاذ ،  الايماءات بالضمور ، المشاعر .... بالاختفاء .
نعم كنت قد سرت بكل تلك الاتجاهات ، ذهبت بها جميعها ، اشعلت العديد والعديد العديد من الشموع ، لم ادخر جهدا بالمحاولة مرة تلو الاخرى ، حقيقة كنت قد بذلت قصارى جهدي محاولة مني لانجاح تلك الحكاية ، ...... نعم لم اترك خيارا او حتى ادنى فرصة الا واستغللتها ، ولا كاهنا او عرافا الا وكنت قد طرقت بابه ، ولا عشقا او مشاعر الا واستخدمتها، لم يتبقى ادوات اخرى للاستخدام .
ولكن ، وكما هي الحكايات الاسطورية ، عادة ما تكون سهلة التنبا بفوز الابطال ، على غرار حكايات كثيرة اخرى يصعب جدا التنبا بمجرياتها او حتى أو استنتاج نهايتها ، كما ايضا لم تكن تلك الحكاية ، هو ترك وحيدا ومجددا في تلك البقعة المظلمة ، بعدما احترقت يداه من كثرة اشعال تلك الشموع .
هو لا يلومها ابدا على تفكيرها بنفسها ، هذه هي طبيعتنا الانسانية ، تتسم بالانانية نعم ، وعلى الرغم من ان تفكيرنا الاناني بانفسنا يلوذ بنا الى شط النجاة ، ولكنه يترك الكثير من الاشخاص خلفنا غارقين في ظلمات المجهول بدون طوق نجاة ، مكسورين الجناح ، محطمين الفؤاد .
اعذريني يا سيدتي فانا لم اعد استطيع الاحتمال ، لم يعد بمقدوري الابحار وحيدا مرة اخرى ، لم اعد اقدر ان احارب وحيدا في تلك الحكاية ، لم يعد بمقدوري التضحية في سبيل اللاشيء ، كنت قد امنت بيوم جديد مليء بالفرح والتفاؤل ، ولكنني الان اعتذر ، والان اقوم باستعادة قلبي للوراء ، اترك كل تلك الذكريات خلفي ، احاول جاهدا سرقة ذكرياتي ومن جديد ، انا لم اعد استطيع الاحتمال ابدا بعد الان ..... سوف اعود الى تلك البقة المظلمة ومن جديد ، ولكن هذه المرة ............ من اختياري انا   .........