الاثنين، 21 مارس 2011

صمت، وشعر، وحرب.


صمتٌ عميق بدأ يتخذ حيزاً من موجوداتي وبعضٌ الموجودات الاخرى ، هي كحالةٌ هستيرية توحي اصابتك بالجنون ، او ربما نتائج عرضيةٌ ترسم ظلالات مجنونة ، او ربما بعضٌ من ابيات الشعر المتعددة القافية بنائا على هواجز القراء وحينا على هوس الشاعر.
ازدواجيةٌ تهيمن على شخصيات قمت برسمها مسبقا عن الحياة ، عن الالم ، عن السعادة ، عن الحرب ، كما هو الحال في تلك الحضارة الارمنية القديمة ،  يشترط بها ان تعلوه طولا او تزيده حجما حتى تتم مباركة حياتهما من قبل الاله سميراميس ، لا استثناءات ، يتم رجم كل كافر او متمرد !
انها الرابعة صباحا ، ما زلت استجدي جفوني بعضاً من الراحة ، لكن عقلي خرج عن طوعي بافكار شتت الطريق الذي تسلكه جفوني الى النهاية عادة ، ربما يكون الحل بكوب من القهوة اللاذعة المرار لعلها تطغى على مرارة بعض الحقائق ، وربما بعض الاستسلامات .
ها قد باتت الطريق واضحة المعالم من جديد ، سراديبٌ طويلة تؤول الى نفس النهاية ، نجحت اخيرا بتجميل تلك النهاية الى معتقداتي ، بدات الالوان بالتداخل مجددا ، ولكنها تحولت الى لون بنفسجي مسيطر هذه المرة ، تداخلت الحروف مع الكلمات ، وتداخلت الخطوط ناسجةً هي ايضا وبسلاسة ، لكي تتحول الى خطوط مستقيمة تخلو من اية شذوذ .
يجثم اصدقائي هناك بالعراء ، يطالبون بحقهم المشروع بالحياة ، ما زال والدي يؤنبني كل مرة يراني واقفا معهم ، وما زالت والدتي تحذرني من خشية اقتراب مجهول يؤدي الى حرب او انتفاضة تؤدي الى زوالي واصدقائي .
البارحة فقط كنت ما ازال مستمرا بالرسم ، رسم الشخصيات والسينورياهات والابطال ، واليوم فقط قمنا بتلوينها حتى باتت واضحة المعالم ، نعم انها بلا شك الوان مؤلمة لبعض الابطال ، ولكن الالم ضروري للوصول الى الراحة والهناء.
احاول جاهدا مقاومة كل تلك المغريات ، ليس انني معصوم عن الخطأ ، ولكن بسبب انشغال عصياني بمغريات الذع ، انا وصديقي ذاك ذهبنا وتحدثنا ، صدفة غريبة تتبعها سلسلة من الصدف ، تلون سماء ذلك اليوم ، بداية بصديقة قديمة انتهاء الى كاس من النبيذ الملون ، لا يذهب العقل !!! وانما يسترسل باتجاهات اخرى .
ها هنا انهي حياكة تلك الرواية ، في نفس الزاوية العتيقة ، ونفس الدرج القديم ، اجد قلمي القديم وقد اهلكته اصداء الوقت،,وصمت مريب ، وقافية الشعر ، وترانيم الحرب .