الخميس، 22 يوليو 2010

الحب المستحيل



جلست وصديقي على إحدى المقاهي نتجاذب أطراف الحديث، لاحظت عليه الهم وشرود الذهن، ما بك يا صديقي ؟ توجهت إليه القصة: تنفس الصعداء ثم رأيت دموعه تنهمر من عينيه إلى جفنتيه ...... ثم بدا هذه القصة :

أحببتها كل جوارحي ، كل جزء مني كان موقنا لحبي لها ، كانت ملاكي الحارس ، كانت عندما تمر من أمامي بحركتها متقنة الهندسة أحس بان جسدي يطفو في الهواء ، عشت وإياها رواية من أجمل روايات الحب ، أجمل من روميو وجولييت ، أجمل من قيس وليلى ، كنا لا ننام إلا بعد سماع صوتنا على الهاتف ، نعم كل تلك الذكريات .. كل تلك الحواري .. كل تلك الأرصفة لتي شهدت عف حبنا, كلها ذكريات تقتلني يوما بعد يوم !

أتى ذلك اليوم، ذهبت وأمي وأختي لمنزل تلك الفتاة لخطبتها . جلسنا ووالدتها وبعد نقاش لم يدم طويلا وقفت والدة الفتاة متشرطة اقتراني بابنتها بحصولي على منزل خاص بي، ولكن لم تعطنا أي نوع من أنواع الوعود !

خرجنا من منزل الفتاة ولكني لم أغادره إلا جسدا ، أن عقلي وقلبي بقيا هناك يقومان بحراستها ريثما أعود ظافرا بذلك الوعد ، بدأت بالعمل ليلا ونهارا ، لم ارتح إلا لبضع الوقت للنوم ، استمررت على هذه الحال مدة سنتين حتى استطعت الحصول على منزل متوسط الحجم ولكنه ملائم جدا للبداية ، وجاء اليوم الموعود ذهبت وأمي إلى منزل الفتاة لخطبتها ، ولكن كانت المفاجأة حيث أن والدة الفتاة لم تقبل بي لان المنزل الذي املكه يقع بمنطقة ليست من المناطق الراقية ، لم استطع الرد تلك اللحظة ، وخانني صمتي
، لم اعرف بماذا أجيب ، هل أدوس على كرامتي مقابل الحفاظ على حب بات مستحيلا ، أم هل ارفع رأس أمي بانتقام من هذه المرأة الشريرة ؟ خرجنا من هناك وما لبثنا وصلنا البيت حتى بدأت والدتي وأختي بالشتائم والكلام المعتاد، عندها قالت لي أمي غدا اخطب لك ابنة فلان ابن فلان.... عندها قلت لا وخرجت من البيت.
استمررت أن والفتاة نلتقي بالسر ، وابدا لم ينقطع في يوم حبنا ، كنت أفكر بها بكل
خطوة من يومي ، أفكر بها تلك الزوجة التي سوف تملا علي حياتي ، حتى جاء ذلك اليوم إذا بها تتصل بي وتخبرني أن شابا قد تقدم لخطبتها ، وان والدتها وافقت على هذا الشاب لما به من ميزات حيث انه كان ينحدر من عائلة ثرية بعض الشيء وذو مكانة اجتماعية في البلد ، سألتها عن اسم هذا الشاب وعزمت على ملاقاته ، ذهبت إليه إلى مكان عمله ، وفي بالي يجول مئات بل ألاف التساؤلات عما سوف يجري ، كيف سوف أقنعه بترك الفتاة وكيف وكيف ..... .
ما ه إلا دقائق معدودة وإذ بي ألاقي هذا الشاب ، بعد أن رحب بي وأدى واجب الضيافة سألني عن طلبي ، هنا في هذه اللحظة كنت داخل صراع داخلي هل أصارحه بحبي للفتاة وارى ما هو رده ، أم أقوم بتهديده لعله يأتي بنتيجة ، اخترت الخيار الأول وصارحته بكل شيء ، ما هي إلا لحظات ولاحظت احمرار جبنته وقرب وصول الدمع من عينيه ، ثم وقف وقال لي ( أنا آسف يا سيدي ....... إنشاء بكرا بروح بحل سوء التفاهم وإنشاء البنت أتكون من نصيبك ) .
لم اعرف هل أنا في حقيقة أم أنا في حلم هل من الممكن وجود مثل هؤلاء الأشخاص ، هل فعلا تفهم هذا الشاب موقفي ، أم انه فقط مجرد تعاطف ، أم انه قال هذا الكلام فقط ليصرفني ثم يفعل م يحلو له ، كل إجابات هذه الأسئلة تركت للقدر !
عزمت أن والفتاة على الزاج ووضع والدتها تحت الأمر الواقع ، ذهبنا بعد تفكير دام طويلا إلى المحكمة الشرعية الموجودة في بلدتي ، ولكن لسوء الحظ كانت ممتلئة ولم يكن هناك دور لعقد قران أخر ، عزمنا ثم ذهبنا مباشرة إلى البلدة المجاورة ، إلى المحكمة الشرعية ، ولكن القوانين الشرعية في بلادنا تقضي بان يتم عقد القران كلا في بلدته ، فعدنا خاويا اليدين ، قضينا يومنا مع بعضنا ، هنا أنا أقع تحت تأثير ملايين الصراعات ، صراعات المبادئ والقيم والعادات وصراع التقاليد والصراع الديني ، التي أتيحت لي الفرصة لخيانتها جميعا ولكن بقيت متمسكا بها إلى ابعد الحدود ، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ، وعلى حين غرة إذا بها تتلقى مكالمة هاتفية جعلتها ترتبك وتحمر وجنتيها ، بدون تفكير ما بك ؟ توجهت إليها سائلا ، قالت لي أنها أمي ، لم نعرف كيف نتصرف ، ثم قالت لي وجدتها ، هي كانت تعمل ممرضة فقالت لي أن هناك طبيب صديق لها ممكن أن يساعدنا بمشكلتنا ، وفي خلال طريقنا إلى الطبيب إذا برقم غريب يتصل بي ، أجبت : مرحبا ، أين هي الفتاة أتاني الرد من سيدة ، فأيقن أنها والدتها ، أسرعت إجابتي بإنكار حديثها ، وقامت بتهديدي إذا لم اعد الفتاة أنها سوف تقوم بالإبلاغ عني أني قمت باختطاف الفتاة ، وأغلقت الخط ، وصلنا الطبيب ، وهناك تفهم هذا الطبيب وضعنا وقام بمساعدتنا ، حيث اتفق معنا على انه سوف يخبر أهل الفتاة أنها كانت عنده تتعالج من الصباح الباكر بسبب بعض التعب ، ثم اتصلت بوالدة الفتاة وأخبرتها إنني وجدت الفتاة وأخبرتها بمكانها ، وإنني سوف اجلبها معي إلى بيتي ليلا ، عدنا إلى البيت ، طبعا وجدت والدة الفتاة بالانتظار واستقبلتنا بالشتائم ، ثم همت بأخذ ابنتها والعودة إلى المنزل ، قمت بضم الفتاة وتقبليها وتوديعها .... وأخبرت والدة الفتاة إنني سوف آتي بعد عشرة أيام لخطبة الفتاة ، والأفضل لك أن تزوجيني إياها ، وإلا سوف أجعلك أنت من تأتي وتترجين أن أقوم بخطبتها !
لم اعرف كيف صدر مني هذا لكلام امام أهلي ونفسي ، ولكن كل ما اعرفه أنها غادرتني مع ابنتها وبقيت ونفسي .

تبا لكل تلك المبادئ ، تبا للتقاليد ، تبا لكم أيها البشر ، ما هو القانون السماوي أللذي ينص على قتل الحب ، وما هو الإنسان أللذي يعمل على قمع الحب ؟؟ بل ما هي الحياة من دون الحب ؟؟؟؟؟؟

وها أنا هنا بانتظار التقائي بصديقي مرة أخرى ، لكي يخبرني ماذا حصل بعد انتهاء هذه الأيام العشرة ........

احبك جدا ......
واعرف أن الوصول إلى المستحيل طويل ..........
واعرف انك ست النساء .........
وليس لدي بديل .......
واعرف أن زمن الحبيب انتهى......
ومات الكلام الجميل ....... !!!!!




هناك تعليق واحد: