الأحد، 28 أغسطس 2011

معشوقتي غجرية ، وامالي صماء

خطواتي ثقيلة ولكن مترقبة  ، قد هرمت قدماي وتشققت  من بحثي المستميت عنه ، وكما هي النهايات السعيدة ، وجدته جاثما هناك يقلب بضع الصفحات القديمة ، تواريخ وذكريات تكدست عليها اغبرة الخواء ،  تارة بالشرق ... وتارة اخرى بالغرب ، ابتسامة عريضة حينا ، واحيانا كثيرة عدة دموع مالحة !
أنظر الى حاله كما الايام الخوالي ، لم يعد الى طبيعته بعد ، من معاني التلعثم ، نسجت ابوابا باحثا عن مفتاح لنافذة الاهية تطل على شرفتها هي ، واودعت في محرابها بضع اسرار تردي العاشق قتيلا ، والبستها اضواء لا تستر من جسدها محرم ، وبدأت احلم بها هناك ، جاثيا على مفترق ضئيل ، امارس لعبتي المفضلة وارتجال !
هو من بعدها تحول الى زير نساء ، احب كل فتاة صادفت طريقه ، ليكيتشف فيما بعد ، انه احبها هي ولكن في بلاد مختلفة ، فتلك الفتاة السمراء كانت تملك حزن عينيها هي ، وتلك الفتاة الغربية كانت تحيى بروح دعابتها هي ، وتلك ملكت لون شعرها ، وأخرى امتلكت لهجتها بالكلام ، احداهم امتلكت ابتسامتها ، ولكن لم تملك احدهن ابدا روحها .
ولكنه اوقعني في شرك افكاره ، هو احب كل من تشبهها ولكنه بنفس الوقت لا يريد أن  يحبها هي ، هو يخاف جدا ، او اصبح يخاف ، لا اعلم ، لا استطيع قراءته بعد الان ، لم يعد هناك مكانا لهما معا ، او ربما هناك العديد من الامكنة ، ولكنه للمرة الاولى لن يحرك ساكنا من مكانه بحثا عن احد تلك الامكنة ، سوف يبقي على شرنقته في ذلك المكان ، لن يخرج منه لوحده باحثا عن تلك الفراشة ، هو سوف ينتظر فراشة تاتي الى شرنقته تؤويه بغبار اجنحتها تلقيه في احد تلك الامكنة التي تتسع لفراشتين اثنتين ، هو وهي .....
أبعديني عنك يا سيدتي ، ابعديني اكثر ، فأنا لست انا ، لم اعد من تتمناه احداهن لاكمال الطريق ، ابعديني عنك قليلا الى هناك ، احاول واعيد الكرة مع تلك الحسناوات ، او ربما عليه ان يبحث عن اميرة لا تملك منك شيئا ، او لعل مخيلتي ترسمها بك ومن جديد ومرة اخرى معشوقتي غجرية ، وامالي صماء

حسنائي والقمر

لم يعد باستاعطتي الابحار مجددا، او حتى التحليق او الطيران مرة اخرى ، ها انا ومن جديد اعود الى تلك البداية المؤلمة ، ازمنة تتلوها ازمنة ، الامل تلو الامل ، الطموح تلو الطموح ، اوهام تتبعها اوهام !!
حقيقة لا اعرف لماذا اقوم بالكتابة الان ! ربما في محاولة مستميتة اخرى للتغلب على ذلك الفراغ الذي بدا يشغل حيزا كبيرا من حياتي وموجوداتي ، لم يعد للايام اية نكهة تذكر ، لا اعرف لماذا لم اعد ارى نفسي بالمراة بعد الان، لم يعد هناك ايا مكان للذكريات الدافئة ، او حتى متسع من الوقت لاشتمام رائحة الياسمين ، او الاستماع الى صوت الكمان الخافت من بعيد، لم يبقى هنالك ايمان من اجل الرقص في معبد الوثنية او على تلك الاحجار الجمرية.
اجلس تحت تلك الشجرة ، شجرة البداية ، التمس ظلها ، اشعلت موقد النار الخاص بي ، بدات باحراق بعض الذكريات والاوراق بحثا عن الدفء، لا اعلم لم لا انفك اتخيل مرور تلك الحسناء من امامي ، وعند كل اكتمال قمر ، تتركني هي ايضا وتتحول الى رماد ، تحت المطر ، وبين جموع الناس ، كلهم ما زالو يحدقون بي ومجددا ، تلك المراة لم تبادلني السلام كعادتها ، وتلك الطفلة تحولت الى فتاة يافعة تجذب جميع النظرات عني الى حسن قوامها ، اكملت الطريق الى ذلك المكان ، بحثت عن حفرتي السرية ، كنت قد خبات فيها سابقا زجاجة نبيذ معتقة ، تحولت ليلتي الى ليلة خمر ورقص .
انفعالات كثيرة ، افكار جمة ، مشاعر متضاربة ، كم هائل من اللاوعي يسيطر على عقلي ومجريات حياتي الاونة الاخيرة ، شعور قاتل بالوحدة ، اشتياق شديد للنوم ، للاحلام ..... حتى الاحلام باتت معدومة !
احدى تلك الاحلام كانت من ابواب السماء ، وانا اجثو هنا ، اعبث  بالمصطلحات ، تحولت نحن الى انا وانت ، أخاف منها كالاه هارب من سخط الشعوب ، باتت جميع رسوماتي بالابيض والاسود ، نفذت كل الالوان ، او ربما انا لم اعد اقوى على التلوين مجددا .
كنت قد اطلقت العنان لاحلامي بعيدا ، لم اعرف يوما سقفا لطموحاتي ، حققت الانجاز تلو الانجاز ، ولكن لم اتخيل يوما ان اصحو على فراشي فارغ اليدين ، املك لا شيء، لا لم اعد الى نقطة البداية ، لقد عدت الى ما ورائها ، فقط كنت قد خسرت جزءا كبيرا من قلبي ومشاعري ، وطاقتي وبهجتي .
اسير  تائها من حولي ، لا يحيطني شيئا سوى انقاض متراكمة ، لا اعرف من اين ابدا اعادة البناء ، لم اعد املك تلك العين المتفائلة التي لا تعرف الملل والكلل ، كل ما اريده هو ان ينقضي هذا اليوم وان احصل لى على بعض القسط من النوم ، لم اعد اعي تلك المعاني الخالدة مرة اخرى.
في بعض المراحل نحتاج الى البعض ، من هم حولي لم اعد اشعر معهم بالامان ، من كنت ابحث عنها لتؤنسي وحدتي تخلت عني باللحظة المناسبة ، لاجد نفسي محاطا وبنفسي مرة اخرى ، بعض من  اخطاء الماضي بدات تترقبني ، لم اعد اعي من اين هو المخرج ، او اين هو طوق النجاة .
انهيت تلك الزجاجة ، ولكنني على يقين بانني لم احتسيها لوحدي ، ما ازال في كامل عقلي ووعيي ، ولكن ما ينفك ذلك السؤال يحيرني ، اين شجرتي وتلك الحسناء ، بحثت عنها على انغام الرياح وبعض من انغام الجاز المتسلطة ، ما ازال اريد ان احصل منها على قبلة كافرة قبل اكتمال القمر ، بدات اشك بانني غائب العقل تماما ، ولكنني ما زلت اتذكر انني لم احتسي تلك الزجاجة وحدي ، بدا القمر يتخلص من لباسه من بعض الغيوم ، لا لم يكتمل بعد ، ها هو خيالها بدا يتهاتى لي من بعيد ، نعم انها هي ، اعطتني قبلتي التي ما زلت ابحث عنها ، بل واعطتني اكثر من ذلك ، هي قد وافقت على مطارحتي الغرام ، ذهبنا الى تلك الغيمة لكي نستتر عن الناس في كفرنا ، وها قد تخلصنا من ملابسنا ، انا اراها عارية تماما امامي هنا ، ولكن ذلك القمر هو ايضا كان قد تخلص من لباسه ايضا ، اضعت وقتي اتفحص تضاريسها ، ولكن القمرلم ياذن لي بمطارحة الغرام من معشوقته  الحورية ، فقد حولها الى رماد ومرة اخرى قبل ان احظى بذكرى كافرة لملس جسدها ولكن هذه المرة ، دون ان يكتمل القمر
 
 

الجمعة، 17 يونيو 2011

WENT BY THE WINDS .....


لم يتبقى هناك اية متسع من الوقت ، ها قد باتت العاصفة وشيكة ، وها هي قد بدات بتحضير قاربها الشراعي تمهيدا للهروب عبر تلك العاصفة ، بدات الارض بالاهتزاز ، النوافذ بالنفير ، الكلمات بالنفاذ ،  الايماءات بالضمور ، المشاعر .... بالاختفاء .
نعم كنت قد سرت بكل تلك الاتجاهات ، ذهبت بها جميعها ، اشعلت العديد والعديد العديد من الشموع ، لم ادخر جهدا بالمحاولة مرة تلو الاخرى ، حقيقة كنت قد بذلت قصارى جهدي محاولة مني لانجاح تلك الحكاية ، ...... نعم لم اترك خيارا او حتى ادنى فرصة الا واستغللتها ، ولا كاهنا او عرافا الا وكنت قد طرقت بابه ، ولا عشقا او مشاعر الا واستخدمتها، لم يتبقى ادوات اخرى للاستخدام .
ولكن ، وكما هي الحكايات الاسطورية ، عادة ما تكون سهلة التنبا بفوز الابطال ، على غرار حكايات كثيرة اخرى يصعب جدا التنبا بمجرياتها او حتى أو استنتاج نهايتها ، كما ايضا لم تكن تلك الحكاية ، هو ترك وحيدا ومجددا في تلك البقعة المظلمة ، بعدما احترقت يداه من كثرة اشعال تلك الشموع .
هو لا يلومها ابدا على تفكيرها بنفسها ، هذه هي طبيعتنا الانسانية ، تتسم بالانانية نعم ، وعلى الرغم من ان تفكيرنا الاناني بانفسنا يلوذ بنا الى شط النجاة ، ولكنه يترك الكثير من الاشخاص خلفنا غارقين في ظلمات المجهول بدون طوق نجاة ، مكسورين الجناح ، محطمين الفؤاد .
اعذريني يا سيدتي فانا لم اعد استطيع الاحتمال ، لم يعد بمقدوري الابحار وحيدا مرة اخرى ، لم اعد اقدر ان احارب وحيدا في تلك الحكاية ، لم يعد بمقدوري التضحية في سبيل اللاشيء ، كنت قد امنت بيوم جديد مليء بالفرح والتفاؤل ، ولكنني الان اعتذر ، والان اقوم باستعادة قلبي للوراء ، اترك كل تلك الذكريات خلفي ، احاول جاهدا سرقة ذكرياتي ومن جديد ، انا لم اعد استطيع الاحتمال ابدا بعد الان ..... سوف اعود الى تلك البقة المظلمة ومن جديد ، ولكن هذه المرة ............ من اختياري انا   .........
 
 
 

الأربعاء، 8 يونيو 2011

NOSTALGIA



الى ماذا ؟ ... جميع الطرق تؤدي الى نفس المالات ، ها قد عاد عامل الوقت ومن جديد يتخذ حيزا كبيرا في تحديد بعض المصيرات ، هو عامل لا يمكن ابدا التنبا  بمجرياته ، او حتى نتائج تقديراته ، فقط .... تسليم مطلق للمجهول ..
حنين الى كل تلك الذكريات ، الى كل تلك الاماكن ، المكالمات ، المحادثات ، رغم استمرار تواصلهما ، هو يشعر بغربة حارقة، على الرغم من استمرار كليهما برسم الاحلام ، رسم صورة تلو الاخرى ، انذارا داخليا بالتمسك بتلك الحقيقة الى النهاية ، حتى الجولة الاخيرة .
حنين اخر الى معان انسانية ، احساس بغيض بخمول بعض من تلك المشاعر ، تلك المشاعر التي تلعب الدور الاكبرفي رسم ملامحنا البشرية .. الانسانية منها .. ،نقاط ضعف ربما هي ، وربما هي لوحة فنية تضفي الوانا اضافية على مجريات بعض من تلك الملامح، أو ربما تشكل الحانا انية لعدة اغان لم تغنى بعد .
حنين الى الوقت ، ومن جديد ، ان اللحظات تمضي كايام وكاسابيع في الانتظار ، مخيلتي بدات برسم العديد والعديد من الاجابات والاحتمالات ، في كل مرة يبدأ قلبه بالخفقان وبشدة ، لم  يعد يقدر على الاحتمال بعد الان ، هو بحاجة ماسة الى اجازة .
لم يعد يقددر ان يحلم بعد الان ، كل تلك الاحلام الوردية بدات بالتلاشي شيئا فشيئا ، حنين الى الماضي ، بعض الكوابيس بدات تزورني في يقظتي احيانا ، تلازمني وحدتي .
حنين الى نفسي ، انا لست ذلك الشخص الجيد الذي يتوهمه الجميع ، فانا شخص كنت قد ملكت الحياة مرة ، وفتحت  لها وبنفسي الباب للخروج ، وها انا على وشك فقدانها ومن جديد ، بعد عودة كانت مرقوبة  ، ولكن هذه المرة هي لن تذهب وحدها ، سوف افتقد اجزاءا كثيرة مني ، ولا سيما انسانيتي ، نعم ... انا سوف افتقد انسانيتي .... !!!!
عقلي توقف فجاة عن استقبال تلك الخواطر عنها ، كان لديه احساساته الخاصة ، كان يشعر بها قبل ان تاتي ، مذا هناك ، ماذا يا الهي ؟ هل انا اقدم على فقدان ذلك الحنين ، ام ما ازال متمسكا بايماني وصولا الى اليابسة ؟
هذه صحيفة اخرى لم اكن ارغب بنشرها ، حتى لا تشكل تهديدا على الراي العام عند قرائتها ، او حتى تكون انذارا لبدء ثورة اكون انا الشعلة لها ، نعم هي اختيارتها صعبة جدا ، وحلوها مر !! كم أرغب لو انني لم ادنس حياتها بتلك الصورة البشعة ، لو انني لم اطرق ابوابها بداية ، لو أنني تركتها لتعيش بسلام ....... أعذريني سيدتي ولكن صحيفتي في احتياج كبير لمن يشاركني صمتي .... وحنيني .






السبت، 4 يونيو 2011

Broken Dreams

اكبــر جـريمـة... ترتكــبها بحــق قلــبك هــو ان تحـــلم بشـــيء انـــت تـــدري بانـــه لـــن يكـــون لــك ، ومـــع هـــذا تـقـتـرب مـنه، وتـقــود نفــسك الــى حلــم مســتحيل , و تســتمر فــي طريــقك بأصــرار وانــت تعـــلـم انـه لـن يوصــلـك الى جـــدار تـــستـند عـلـــيه لتـبـكــــــي عـــلى حلــــمـك الـــذي ضـــــاع مــــنـك . 
بضع كلمات قرأتها على غلاف دفترها ، بضع كلمات ما زالت تشتتني وتبعثر مشاعري حيادا ، هي حالة تركت للوقت كي يحدد مصيرها ، وفي اللحظة التي نريد بها ان نتحدى الوقت والزمان ، وجميع المؤثرات الالهية التي تخطط ملامح وطرقات تلك الحالة ، نجد انفسنا اخيرا نتحدى شخصنا ، نتحدى معتدقداتنا وما نتبع .
هي كالانبعاث من جديد ، فراشة تحولت الى رماد اثر ملاعبة النار ، الى اجنحة جديدة ترفض التسليم لواقع رسمته مخلوقات اخرى ، انثر الدخان من حولي محاولة لكي اخفي تلك الحقيقة التي لا ارغب بالتصديق بها او التسليم لنتائجها ، ولكن الى متى سوف استمر بنثر ذلك الدخان .
ها قد وصلت الامور بي الى المنحدر الاخير ، استسلمت جميع الامال من حولي ، صديقي العزيز ، سلبته مني أمي ، كان ملاذا لي عند انكساراتي وفرحتي ، وتركت الان على المذبح ولوحدي ومن جديد .
حقيقة لم اكن ارغب بقرائة تلك الحروف على دفترها ، فتلك الحروف كانت بمثابة اعلان تركي هناك وحيدا ، منعزلا حول شرنقتي ، اسير بطريقي وحيدا .
حياتنا مجرد ملعب كبير يحوي في طياته الكثير من الالعاب ، في بعض الاحيان نلعب لعبة على الرغم من علمنا المسبق بالخسارة ، ولكن في احيان اخرى نترك لعبة مع علمنا المسبق بقدرتنا على الفوز ، وانا كنت قد لعبت لعبتي الخاصة
 
 

الأحد، 17 أبريل 2011

داخل زقاق المخيم

وصلت الى مركز التدريب مبكرا ذلك اليوم ، حيث أنني كنت أعمل على مشروع من مشاريع وكالة الغوث الدولية التطويرية في مخيم بيت عين الماء في مدينة نابلس ، يقام المشروع في مركز البرامج النسوية ويهدف الى مساعدة نساء اهل المخيم على تطوير قدراتهم التكنلوجية وخصوصا في مجال الحاسوب .
ذهبت مبكرا ذلك اليوم لاصلاح بعض المشاكل قبل أن تبدأ ورشة التدريب التي اقدمها هناك ، فوجئت أن مديرة المركز كانت باستراحة غداء وأنها قامت باغلاق المركز سابقا ، ومما زاد فجأتي هو أكتشافي ان رصيدي بالهاتف المتنقل كان قد انتهى ، مما يعني أنني لا أستطيع الاتصال بها طالبا المفتاح .
عدد من الصبية كانو يلعبون الكرة امام المركز ، وجهت سؤالا الى أحدهم : ( بتعرف وين بيت ام حازم ؟ ) أجابني  ذلك الصبي ( لا ما بعرف بس هاد بعرف ) مؤشرا على زميله الذي نفى بدوره لكي أكتشف لاحقا أن مديرة المركز خالة لهما !!!
جلست على الارض أمام المركز أدرس المنطقة الجغرافية للمكان ، المركز يقع في منتصف المخيم ، داخل زقاق يبعد عن الشارع الرئسي الذي يمثل نصف المخيم تقريبا بضع المئات من ألامتار ، كنت على يقين تام لو أنني وقفت وسط المخيم وقمت بالسؤال عن منزل أم حازم لاشار كل الناس الى منزلها ، ولكن حقيقية الى الان لم اعرف لماذا لم اقدم على اتخاذ تلك الخطوة .
تجمع عدد من أصدقاء الصبية حول المكان لمشاركة اصدقائهم اللعب ، فكرت مليا قبل اتخاذ الخطوة التالية ، كل شيئ داخلي كان يخبرني بعدم اتخاذها ولكني فعلت ، قمت بنداء جميع الاطفال وقلت لهم : ( اللي بروح عند ام حازم وبحكيلها انو استاذ الكمبيوتر هون بعطيه ( شيقل ) !! ) ، التفت الاطفال الى بعضهم البعض ( وكل واحد صار يحكي عن التاني هادا بعرف وهداك بعرف ) حتى هذه الحيلة لم تجدي نفعا ، ولكني حقيقة لا استطيع تحمل انتظار ثلاث ساعات اخري تحت الشمس بالانتظار .
استنجت لاحقا أن منزل أم حازم يقع باخر المخيم ، وذلك هو السبب لرفض الاطفال الذهاب بسبب بعد منزلها عن المكان ، بدات بالترويج لعرضي القديم من جديد حتى أتى طفل من بعيد وأخبرني أنه سوف يفعلها ، انتظرته ولكنه لم يغب سوى دقائق معدودوة وعاد واخبرني ( ما لقيت حدا بالبيت ) ، مما لا شك فيه أنه لم يصل الى نهاية الزقاق حتى ولكنني قمت باعطائه الشيقل !!
لم يعد باليد حيلة ، جلست اشاهد الاطفال يلعبون ، قمت باللعب معهم حينا ، هنا المنظر المؤسف المبكي ، ما كان يهيمن على تلك اللعبة هي شريعة الغاب ، الطفل القوي ياخذ الكرة متى اراد ويلعب متى أراد ، ولباقي الاطفال ما باليد حيلة ، ولكن المؤسف والمحزن هو التالي !
طبعا عدت الى منزلي دون أن أعرف اسم اي طفل من هؤلاء الاطفال ، لان اللغة التي كانو يتواصلون بها هي لغة الشتائم !!!! ( ........... امك،اختك،ربك،دينك ) والعديد العديد من الكلمات والشتائم النابية والمذلة التي تعرفت عليها ذلك اليوم والتي يمنعني حيائي كشاب من استخدامها !!، حتى في رهاناتهم أو ترهيبهم لبعضهم البعض ، تلك هي كانت لغة التخاطب الوحيدة بينهم .
الاطفال يلعبون داخل زقاق قريب من الشارع الرئيسي ، هذا  يعني أن كل المارة يستمعون اليهم ، واذا لم نعر اي اهتمام للمارة ن فان الطبيعة الجغرافية للمخيم تحتم وجود المنازل في كل بقعة داخل المخيم ، هذا يعني ان داخل ذلك الزقاق كان يوجد أكثر من عشرة منازل كانت تلك الشتائم هي مجموعة الموسيقى الخاصة بهم لفترة الظهيرة ،ها قد انتهى دوام مدرسة البنات ، وبدان الطالبات يخرجن من باب المدرسة الى الشارع الرئيسي مرورا بي وبالاطفال ، حتى هم لم تسلم اذانهم من تلك الموسيقى الصاخبة.
لم أستطع استيعاب ذلك الموضوع جيدا ، لم أقدر ان افسح له مجالا داخل عقلي أو مخيلتي حتى ، في اليوم التالي مباشرة قمت بالاتصال بصديقتي ريم ، هي احدى الصديقات المقربات لي والتي تقطن في نفس المخيم ، وسردت لها القصة من بدايتها ، وكان ردها وقعه فعلا مؤلم .....
( والله يا سيف مش عارفة ايش احكيلك ، ومن وانا عمري 6 سنينن وانا اسمع هادا الحكي ، وكان حتى ابوي يحكي بالبيت عالناس وعلى اخوتي ، وكنت كل ما اساله ايش يعني يضربني ، وازا سالت امي تحكيلي عيب البنات يحكو هاد الحكي ، مع انو اخوتي الصغار على طول بحكو هاد الكلام زي صباح الخير ، نوعا ما صارت زي ثقافة وعايشينها ، او بالاحرى انفرض علي وعلى كل البنات بالمخيم ايعيشوها !!!! )
صراحة أن هذا الموضوع سيطر على تفكيري لليومين السابقين ، لا اعرف هل ثقافة أنني اعيش في مخيم على سبيل المثال تعني هذا الكلام ؟؟؟ قضية اخرى من القضايا الكثيرة التي نحياها في ايامنا
 
 

في تلك السماء

حدقت به مطولاً ، أتفحص ساعتي مجدداً للمرة الرابعة الى الان  ، درجة أقتراب عقربي الساعات والدقائق توحي بتوقف الأرض عن الدوران ، هو في نفس وضعية جلوسه منذ البداية ، لم يحرك ساكناً ، ما يزال هو مثبتاً تاظريه الى سماء تلك الليلة ، وما أزال انا محدقاً به.
هو لم يعد يعي تلك الحقيقة بعد الان ، حواراتٌ مستمرةٌ في سبيل ارضاء بعضٍ من الذات ، وبعضٍ من الذات الاخرى ! ، بدأت انا باستحضار بعض الارواح تمهيدا لاستقبال الالهة ، هو .... استحضر بعض النجوم محضرا امنيته الاخيرة استقبالاً لشهابٍ تائه .
على ذلك الشاطئ ، اوقدنا بعض الحطب ، انتظرنا بداية العرض ، ألفنا نغماتٍ موسيقيةٍ تتحدث عنها هي ، في زاويةٍ مجهولةٍ تحت تلك القبة ، رأينا انبعاث ذاك الشعاش ، يترنح بضعفٍ من بعيد ، أيقظنا شمعاتٍ من سباتٍ دام مدة خمس عشرة عاماً .
اليوم لاحظت ابتسامةً على خده ، أحسست دفئا لم أحسه منذ مدة طويلة على وجنتيه ، يحاول اخفاء بعض الظواهر المخجلة ، ولكني كنت بمثابة مرآة لأفكاره وتصرفاته ، أحسست بكافة الأمور التي أحسها هو تلك اللحظة ، شاركته بعضاً منها .
بدأت الألوان تهيمن على جميع الطرقات ، تارة تلونه هو خريفا  ، وتارة تلونني ربيعا ، وتارة تلونه شمسا دافئة ، كل شيئٍ من حوله أصبح متعدد المعاني ، أصبحت الكلمات والمفردات تحمل في طياتها الكثير الكثير من المعاني الظاهرة كانت ام خفيةٍ ربما ، أصبح للموسيقى والاغاني طعمٌ ولونٌ آخر ، الكثير والكثير الكثير من المعاني والايحائات .
ألنزاع بين الحقيقة والوهم ، بين الخير والشر ، بين اليوم والبارحة ، كلها نزاعات تجري مع ذلك التيار لكي تصب اخيراً في بحر النزاع بين العقل والقلب ، نزاعٌ بدأ يتخذ حيزاً لا بأس به من رسوماته  ، الأختيار صعب ومكلف ، والنتيجة واضحة ، منذ فترة لم ألحظ ذلك الارتباك وعدم القدرة على اتخاذ القرارات  بنائناً على أفعاله .
فكر أن يذهب ويخبرها ، فكر مليا قبل أن يحدثها ، هو أخبرني ما عجز عن اخبارها ، ما لم تسعفه شجاعته أن يخبرها ، هو أخبرني أن كل رسوماته تلك لها هي ، أن كل تلك الوجوه على دفاتره لها هي ، أن كل كلماته كانت تتحدث عنها هي ، أن مسرحياته كلها تتدور عنها هي ، ألحانه وأغانيه ، صمته وكلامه كله لها هي ، ولكن لم يكن أبداً يملك الجرأة ليخبرها هي بذلك ، أخبرني أنا بذلك ، وأنا وعدته أن أكتم أسراره وأفكاره .
هي كانت خمس عشرة دقيقة ، ليست بكافية كي تفتح بعض الابواب المغلقة ، ولكنها كانت كفيلة بجعلها حزينة ، يا لسخافته ، حتى أجمل خمس عشرة دقيقة قام بتشويهها عنوة ، عائدين على ذلك الطريق ، بعض ألاشجار التي ما زالت تلبس ثوب الخريف بدأت بالابتسام مجددا ، ربما هي تود مفارقة الحياة ، أو ربما تستعد لارتداء اثواب عديدة أخرى في هذه الحياة أو ربما حياة أخرى .
انهينا جلستنا لهذا اليوم ، لبسنا انا وهو نفس الثوب ، ذلك الثوب الذي اشترته لي والدتي تحضيراً منها لرحلتي الطويلة ، صافحته بحرارة ، صافحت نفسي حقيقة ! ، أغلقت تلك النافذة ضبطت منبهي القديم ، وذهبت الى فراشي تاركاً كل تلك الهواجس منتظرتاً مرور ذلك الشهاب التائه لكي تسلمه امنياتٍ باتت بالكثيرة
 
 

ذلك الطريق


لوحدي سرت في الطريق فترة من الزمان ، رافقني صديقي بعضا من الوقت في سراديب وازقة ذلك الطريق ، ولكنني ما لبثت عدت اكمل مسيرتي لوحدي ومن جديد ، حاولت جاهدا ، حاولت اضافة بعض الالوان والانوار على قارعة ذلك الطريق  ، حاولت تزيينه بازهار زرعتها سابقا ، قمت بوضعها على بعض الشرفات ، رسمت سماءا خاصة بذلك الطريق ، وبائت كل محاولاتي بفشل تلو الاخر .
في اللحظة الاخيرة ، عندما اظلمت جميع تلك الطرقات ،عندما فقد هو الامل ، اغلق المنفذ الاخير الذي يؤدي الى النهاية ـ بل حقيقة قارب على الاغلاق ، احتاج الى معجزة لكي اصل اليه مبكرا قبل اغلاقه ، سطع ذلك الضوء من بعيد ، بصيص امل ليس بالمنتظر ، ولكنه كان يبدو له كسراب الصحراء المتعطشة ، لم يعره انتباها ، حتى اقترب ذلك الضوء شيئا فشيئا ، أسرعت اليه ، اقتربت منه أكثر ، ولكنه لم يكن كسراب الصحراء ببرهة ، كانت هي تقف هناك ، تنظر الي بعين الامل والشفقة ، وقعت على الارض من هول الصدمة ، لم يكن ليعتقد لحظة بانها هي ، اومأت براسها له ، مددت يديها لتلتقطه من  سباته وجفلته ، وحملته باجنحة ملائكية في محاولة لايصاله الى البوابة الاخيرة فيل فوات الاوان .
أنيرت كل تلك الطرقات على حين غرة ، زينت الورود جميع الشرفات ، ولونت السماء الوانا عدة ، حلقت في سمائنا اسراب واسراب من الطيور ، بدات اشعة المش تغازل خديها ، بدات الكثير والكثير من الاحلام تتحول الى حقيقة .
سرنا سويا في ذلك الطريق برهة من الوقت ، بدات عدادات الوقت تختصر الاقتباسات ، لحظات .. ثواني .. دقائق ... ساعت .... ايام ....سنين ..... جميع تلك العدادات ثبتت في ذات الوجهة ، وفي نفس ذات وجه العملة ، جميعها اصبحت تساوي نفس الوقت ، نعم لم يعد هناك اي احساس بالوقت .
أحلام قزحية رسمت ، ايضا على ذلك الطريق ، ها قد باتت تلك البوابة بالظهور ، لم يتبقى سوى القليل للخلاص ، أخيرا قد قمت بالتكفير عن جميع ذنوبي ، واويت الى خلاصي هناك ، في لحظات الضعف ابتسامتها تنير جميع الطرقات ، ترويها حكاية شرقية .... حكاية ليس من المقدر لها أن تجد دار نشر تؤول اليها او لاحضان قراء يتناولونها جيل بعد جيل .
باتت النهاية وشيكة ، لم يتبقى الكثير على تلك البوابة ، فرح وسرور عارم بدا يسري في اطرافي ، ماذا حدث فجاة ، اظلمت تلك الطريق من جديد ، ذبلت كل الازهار ، اثقلت الغيوم السوداء كاحل شمسنا ، لم تعد اجنحتها تقوى على حملي لاكمال ما تبقى من ذلك الممر ، لاجد نفسي وحيدا مرة اخرى ، هي كانت قد ذهبت وعبرت تلك البوابة في اخر لحظاتها ، عاركت جاهدا الوصول الى تلك البوابة قبل اغلاقها ، ولكن كان قد فات الاوان ........
ها انا اقوم برحلة العودة مجددا ، لابحث عن طريق اخر لكي اسير به مسيرتي الطويلة الى اللانهاية ومن جديد ، ولكن هذه المرة لوحدي ، دونما اي امل ، ها قد رسا مركبي هناك ، استعدادا لرحلة النهاية .



الاثنين، 21 مارس 2011

صمت، وشعر، وحرب.


صمتٌ عميق بدأ يتخذ حيزاً من موجوداتي وبعضٌ الموجودات الاخرى ، هي كحالةٌ هستيرية توحي اصابتك بالجنون ، او ربما نتائج عرضيةٌ ترسم ظلالات مجنونة ، او ربما بعضٌ من ابيات الشعر المتعددة القافية بنائا على هواجز القراء وحينا على هوس الشاعر.
ازدواجيةٌ تهيمن على شخصيات قمت برسمها مسبقا عن الحياة ، عن الالم ، عن السعادة ، عن الحرب ، كما هو الحال في تلك الحضارة الارمنية القديمة ،  يشترط بها ان تعلوه طولا او تزيده حجما حتى تتم مباركة حياتهما من قبل الاله سميراميس ، لا استثناءات ، يتم رجم كل كافر او متمرد !
انها الرابعة صباحا ، ما زلت استجدي جفوني بعضاً من الراحة ، لكن عقلي خرج عن طوعي بافكار شتت الطريق الذي تسلكه جفوني الى النهاية عادة ، ربما يكون الحل بكوب من القهوة اللاذعة المرار لعلها تطغى على مرارة بعض الحقائق ، وربما بعض الاستسلامات .
ها قد باتت الطريق واضحة المعالم من جديد ، سراديبٌ طويلة تؤول الى نفس النهاية ، نجحت اخيرا بتجميل تلك النهاية الى معتقداتي ، بدات الالوان بالتداخل مجددا ، ولكنها تحولت الى لون بنفسجي مسيطر هذه المرة ، تداخلت الحروف مع الكلمات ، وتداخلت الخطوط ناسجةً هي ايضا وبسلاسة ، لكي تتحول الى خطوط مستقيمة تخلو من اية شذوذ .
يجثم اصدقائي هناك بالعراء ، يطالبون بحقهم المشروع بالحياة ، ما زال والدي يؤنبني كل مرة يراني واقفا معهم ، وما زالت والدتي تحذرني من خشية اقتراب مجهول يؤدي الى حرب او انتفاضة تؤدي الى زوالي واصدقائي .
البارحة فقط كنت ما ازال مستمرا بالرسم ، رسم الشخصيات والسينورياهات والابطال ، واليوم فقط قمنا بتلوينها حتى باتت واضحة المعالم ، نعم انها بلا شك الوان مؤلمة لبعض الابطال ، ولكن الالم ضروري للوصول الى الراحة والهناء.
احاول جاهدا مقاومة كل تلك المغريات ، ليس انني معصوم عن الخطأ ، ولكن بسبب انشغال عصياني بمغريات الذع ، انا وصديقي ذاك ذهبنا وتحدثنا ، صدفة غريبة تتبعها سلسلة من الصدف ، تلون سماء ذلك اليوم ، بداية بصديقة قديمة انتهاء الى كاس من النبيذ الملون ، لا يذهب العقل !!! وانما يسترسل باتجاهات اخرى .
ها هنا انهي حياكة تلك الرواية ، في نفس الزاوية العتيقة ، ونفس الدرج القديم ، اجد قلمي القديم وقد اهلكته اصداء الوقت،,وصمت مريب ، وقافية الشعر ، وترانيم الحرب .