الخميس، 22 يوليو 2010

شجرة ..... ولفافة تبغ



بحثت عنه قي كل مكان.. لم تجده ... طرقت كل الأبواب ..ولكن لا مجيب ، طرقات تنفست رائحة شوك الورد ، مقاعد متهرئة الألوان من تلامسات العشاق .. أشجار زحفت أوراقها هاربة إلى مكان ما في مخيلتي .. إحدى تلك الحجر المظلمة التي طالما حاولت عابثا تمزيق ذكراها الموحشة......
قرأت يوما كتابا لذلك الكاتب الذي إلى اليوم لا اعرف هل هو شخص جيد ام بغيض ، ولكنه استمر بوصف المرأة بالشجرة ، الذي انأ وبصراحة أنهيت الكتاب دون التوصل إلى المدلول المختفي خلف ذلك الوصف ... سوف أمنحك يا سيدتي هنا هذا الوصف الإلهي.... الشجرة !
نفس المكان ولكن في زمان مختلف ، في زقاق ضئيل يلعب دور المظلوم بين كل تلك السراديب المخيفة التي تعكر صفوة خلوته بأجراس ترن من ذاك المكان المجهول ... ها انأ أعيش نفس الذكرى للمرة الألف بعد المليون ... أمام تلك النافذة التي لم تستنشق أبدا لون الشمس بعد اكتشاف أهلها أن هناك من يقف أسفلها يغازل الحسناء التي تسكن فيها.. أمام تلك النافذة كانت تلك الشجرة .. وأمام تلك الشجرة كنت أنا بمعطفي الجلدي ولفافة تبغي .. وها انأ أعيشها للمرة ألاف مليون وواحد .. أعيش نفس الذكرى !!
ولكن من الغريب في تلك الأوهام انه لم تحدث أبدا أي من التغيرات على يومياتي المتمردة.. لا زلت امسك نفس الكتاب.. واضعا تلك الزهرة الجافة بالصفحة السادسة والستون.. أضع في جيب معطفي نفس ذلك التبغ العربي الذي يقتل برائحته كل ما هو زاحف أو طائر.. ولا يزال هؤلاء الناس يرمقونني بتلك النظرة المشددة الاتهام .. لا أزال أحدق بتلك الشجرة مقتنعا بأنها سوف تتعرى لتصبح تلك الحسناء.. في ليلة اكتمال القمر الذي لم ألحظه أبدا بسبب دخان تبغي الذي يضبب سكون المكان..
ولا زلت أحيا وأموت أمام تلك الشجرة .. منتظرا ليلة اكتمال القمر.. وخروج تلك الحسناء.. وتحولي إلى رماد ....'

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق