الخميس، 22 يوليو 2010

صحوة يائسة



لم اعرف متى كانت المرة الاحيرة التي يعتريني بها هذا الشعور الهمجي، رعشة جسدية تصب تركيز حواسك نحو المجهول ، تحدق عيني بعينيها، يلاحظ هو وجهها، يتحسس جسدها بانظاره كمن يمسك بين يديه فراشة قد اهرت اغواءات النار اجنحتها الملائكية، نعم لقد كنت انا هناك، وكانت هي تجلس مقابلة لي ممسكة بين يداه ذلك الكتاب الوردي الغلاف.
خيم الصمت فجاة على تلك الرواية ، منذرا بقدوم المجهول، لم اعرف كيف ابدا ، هل ابدا بالسلام ام ابدا بالتغزل بتلك العينين الزرقاوين كعادتي في مخاطبة الجمال ؟ ام الاحظ ذلك الشعر الحريري الاسود الذي يتدلى خصرها متبعثرا بطريقة عفوية، ام اقوم باغتصاب ذلك الوجه التفاحي بقبلة غادرة تتسلل الى شفتيها الرطبتين، احاسيس متضاربة تتداخل في الهامي منذرة لارتكاب الممنوع، لا انكر بانني ترددت مرارا وتكرار ، بل كاد يقتلني ترددي الذي منعني لمرة في حياتي انا انضم الى قائمة المنبوذين !!!
بدات باالسلام ، وكانها كانت منتظرة لهذا السلام منذ ازل بعيد ، حيث انها ردت السلام حتى قبل ان انهي ابتدائي ! خيم الصمت مرة اخرى ، ولكن ماذا يخبئ لنا الصمت هذه المرة ؟ هي تحدثت باسمي ، لا انكر تفاجئي بمعرفتها لاسمي ، صراحة لاول مرة في حياتي لا احسن التصرف في موقف كهكذا موقف، هل هو سحر جسدها ؟ ام رقة صوتها الذي قلب موازيني التفكيرية ؟ تمنيت لو انها لم تكن او انني لم اكون ، ابتدعت الحديث ابتداعا كما طفل يحمر وجهه ويطأطأ راسه عندما يكذب ! لم اعرف لماذا ولكن صورة غامضة احجمتني عن الاستسلام بتلك السهولة لتلك العينين ، او تلك الهالة المنبعثة منها والتي تحرك قلمي حسب اهوائها ......
ما اجمل هذه العينين قال لها من يمسك القلم ! ولكنها كانت اذكى من ان تقع ضحية خدعة كهذه من اول السلام ، نعم لقد احسست بضعفه امام تلك النظرات الحادة التي تقتل كل جامح في طريقها ، لم تجب على سؤاله وكان شيئا لم يكون ، لم تنبس ببنت شفه. نعم لقد استوعب الموقف ولكن متاخرا ... ادرك حينها انه قد وقع بذلك الشرك الانثوي الشيطاني الخالي من القوانين الدنيوية ويعمل بتلك القوانين الالاهية المبتدعة !
بدا سكون اخر بتحريك ذلك السكون الاول , وبدون سابق انذار ، وبعد استوعاب متاخر للموقف ادرك انه لا بد له ان يضحي بذلك البيدق !
وضع يديه يتحسس شعرها المتدلي ، نعم لقد صعقت هي بتلك الحركة الماجأة ! لقد تقدم عليها تكتيكيا بل واستراتيجيا .. انتظر الرد المميت ، ولكن لحسن حظه ان العدو بتلك اللحظة قد كان استنفذ كل اوراقه ، واستمر هو بتحسس شعرها الطويل !
نعم لا انكر انني سيطرت علي تلك الافكار العشوائية ، حاولت احتباسها، امتناعها، حتى اني حاولت امتلاكها ، ولكن قد كان هناك من يحرك ذلك البيدق باتجاه الملك المنهار القوى الذي سلم نفسه من دون شروط !
هل من المصادفة وجودي في ذلك المكان ؟ ام من المصادفة وجودها هي في ذات الوقت والمكان ؟؟ ام انا المصادفة الاعظم خلو المكان من المتطفلين فجاة ؟لقد كانت خطة اعدها القدر لاختبار تحدد نتيجته مصيرين من رعايا ذلك القدر !
استوعبت ي تلك الحركة المفاجاة مسلمة لاناملي تعبث بشعرها واماكن اخرى لا اتوقع انها هي عيثت بجانبها يوما ! تحسسها بناظريه مرة اخرى قبل ان يطبع على شفتيها قبلة الوداع مسلما للمجهول ، وانسحبت من مكاني بهدوء ... بحثا عن مجهول اّخر ....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق