الخميس، 22 يوليو 2010

اعترافات 2

في غربة شرقية ، تجثم امامي عدد من اشجار الزيتون ، وهنا يمر ذلك الطريق المغبر ، الذي ما انفكت الرياح تلاعب أوراقا هاجرت إليه منذ زمن بعيد . ان احمرار السماء فوقي إن أوحى بشيء فإنما يوحي بتلك المرحلة التي يسلط بها الرب غضبه على جنس المتمتعين !!
عديد من الافكار العشوائية التي تتردد الى م
فكرتي تباعا ، ماذا اريد ؟ هل اريد ان اجالس تلك الفتاة .. نعم لقد نسيت انه مناهض للفكر ككفر !
وفي غربة المجهول تمر ذكرى تلك الجميلة على مخيلتي ، عدة مشاعر متناقضة ، هل اشعر بذلك الارتياح والفرحة العارمة لمجرد أنني عرفتها ذاك يوم ؟ اما ابدا بشتم نفسي الضعيفة التي لم ابدا بمصارحتها بمشاعر قمت بحبسها لسنوات وسنوات وما ازال مغلقا بابي عليها حتى اللامعروف !!
بدات احس بذلك التعب المتراكم لعدة ادهر ، فكرت مرة اخرى بتلك الفتاة ، كيف بدا اللقاء ، بدا بسلام فمصافحة ، ذهول بجمال لا ينكر قدسيته احد ، ما ازال مذهولا بتلك النظرة الخجلة المليئة بالاعتزاز .
في بيتي وحيدا ، تسمرني نارجيلتي ، امسك ذلك الكتاب في يدي ، انها الساعة الرابعة بع

د منتصف الليل ، احاول الاستسلام الى النوم ولكن ثمة قوة شيطانية تحول بيني وبين مأربي ، اتقلب على سريري البغيض كمن يقلب صفحات كتاب عفا عليها الزمان ، اسلم نفسي مرة اخرى ولكن هيهات ، لا مفر من التفكير ، فكرت بها مرة اخرى ، عشت ذلك الدور للمرة العاشرة حتى الان ، لماا لا انفك استذكر وجهها ، طريقة انتقائها لملابسها ، الطريقة التي تصفف بها شعرها ، لهجتها التي اعجبت بغرابتها ، واخيرا انوثتها التي لم اشهد لها مثيل الى الان ، احترامها لذاتها بجانب احترام لمجتمعها الكريه ، وسمة الخوف التي اكتشفتها ولكن بعد فوات الاوان !!
افكر بالعودة مجددا الى اشجار الزيتون تلك لكي اضيء مصباح عربي التكوير في احدى المحاولات اليائسة الأخرى استسلاما إلى صديقي القديم.

29/05/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق