الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

الملاذ المحرم ...

أحببتك قصيدة شرقية تمسي في عشيتي وردة بنفسجية الرائحة  ، تجثم هناك في حديقة سرية تحرسها  عنقاء أزلية التقديس،  تلهم طالبين الوجدان بعض الحركات السيمفونية ،آمنت بك الاها جاهليا أدمت ملامحه معلقة خالدة ، دعيني ارسم في سمائك أحلاما وردية الطعم ،دعيني انتقي من حمرة وجنتيك كأسا ذهبية اسكر بها نفسي كلما راودتني إلى الهمجية ،أداعب شعرك الحريري كظلمة ليلة باردة ،ارسم على وجنتيك ابتسامة تمحي أثارا خلقية ،أطبع على شفتيك قبلة ترديني قتيلا بين يديك تارة .... وتارة أخرى تبقيني طفلا فرحا بثوبه الجديد ، انسج من جمالك وسادة أندلسية ،استلقي عليها وأحلامي وروحك النقية،
هل يوجد ما يدعى بالإيمان المطلق ؟ أو ربما التصديق المطلق !! إيماءات تنسيك بعد المسافات ، وطول الوقت ! كلاهما انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، قاما برسم كل السينوريهات المرقوبة ، حلقا قليلا ببعض الأحلام القابلة للتحقيق ! ولكن كانت على ما يبدو ليس للطرف الأخر !! اليوم هو تحسس شعرها الناعم بإحدى راحتيه،   وبالأخرى كان ممسكا وبقوة براحتيها هي ! كما الطفل الذي يخاف أن تنزع دميته العزيزة منه فجأة ! هي ما تزال تمارس خطواتها بناءا على خجلها !! بعض الخطوات الارتجالية من جانبي أضفت على تلك المحادثات المرتبكة بعض النكهات  .
ماذا أقول فيك يا سيدتي أكثر مما قالوا عن ظل القمر ؟ماذا أقول عنك .. كلاما في ضوضاء دفاتري ليس بالمنتخب ! ماذا أحدثهم عنك ... من أين أبدا ؟
هل أحدثني عن عينيك القاتلتين النظرات ؟ أم هل أحدثك عن شعرك المنساب بين يدي كالماء الحرير ؟ أم هل أحدثهم عن وجه ملائكي ... ليس كمثله إشراقا ?  أنتي لي ... كتحفة فنية من مقتنيات دافنشي السامية .
بحثت عن خفاياك بين سطور نزار قباني ، عيناي لم ترد الابتعاد عن حسنك لوهلة ضائعة ...  غير أن هناك ما يجذب خاطري إلى ما وراء معانيكي ،همست لك بكلمة اتبعتها قبلة متنكرة ، همستي لي بقبلة مخفية عن الأنظار سرت بجانبك على طريق مزدحم لا يوجد له أدنى نهاية ، ولم يطغى على تفكيري إلى الآن ..... إلا وهجا سريا استرقته منك من غير مبالاتك،
في لحظة ما بين كل تلك الأزمنة المتعاقبة على هفوتي لمحتها هناك... تقف قرب مدفأة عتيقة ... اعتقها الدهر من قسوة برودته، كانت تحاول تصفيف شعرها للمرة ... ممممم لا اذكر العدد حقيقة
بعدما تكالبت عليه العديد من صراعات العشاق .
اشعر بوخزه في أناملي، أحاول جاهدا تحريك يدي في محاولة عابثة أخرى لتصحيح وضعية جلوسي، شعور تام بالعجز، ضوء من بعيد بدا يتلاشى شيئا فشيئا، أحاول الصراخ جاهدا، صديقتي بجانبي تحاول إسكاتي مرة أخرى.
أجول في خاطري مرة أخرى، ها هي قد بدأت لحظة سيطرة الغموض على معتقداتي الكافرة، لم اعد اعرف ا واعي من إنا خيالات عشوائية..... أم ربما أشباح بدأت تغشي تفكيري بطريقة أو أخرى ، أنا الآن بحاجة إلى تجربة شعور موقد النار وكاس التاكيلا !
استيقظ من غفوتي مرة أخرى ، لأجد نفسي ملقا على ذاك الشاطئ ، أصوات تأتي من بعيد ، ها قد بدأت تلك الحسناوات بالظهور ، ها قد بدان بالرقص ، ولي وحدي أنا ، بدأت انتشي على حركاتهم .
ها أنا أغوص مرة أخرى في أعماق ذلك المجهول، أحاول انتقاء حظ غابر مر من هنا قبلا... ألقيت شباكي عليها هي، أم ربما هي من قامت بإلقاء تلك الشباك، لم اعد أعي تلك الحقيقة.
لم اعرف كيف كيف قد انهارت تلك الأحلام بملاذي الأخير، تخيلت، حلمت، توهمت بعض الشيء، لا أطيق صبرا تفحص تضاريس ذلك الجسد، ذلك الشعر، تلك العينين، ذلك الصوت، وهذه الشفتين...
وفي تلك الليلة الباردة الأخيرة لي على ذلك الشاطئ، استيقظ مجددا ممسكا يدها أمام تلك المدفأة العتيقة، أداعب قلمي، مسترجعا بعضا من النكهات القديمة لصديقتي ، وملاذي المحرم.
سيف ابو عبيد
01\12\2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق