الخميس، 22 يوليو 2010

فتات الذكريات



فرحة كبيرة تلك التي قابلتني بها أمي ، وأنا أحمل شهادة التقدير في يدي، نعم لقد أنهيت الصف الخامس الإبتدائي بتميز ، كعادتي الاول على المدرسة . أعطاني والدي مبلغا من المال كمكافأة صغيرة ،حقيقة كان يوما لاينسى .
دقت عقارب الساعة ، انها الساعة الثامنة صباحا ، نعم لقد بأت الإجازة الصيفية ، ثلاثة شهور متتالية من اللعب والعبث مع الاصدقاء أو (العمل) !!! .
أبدا لم تكن ظروف والدي الإقتصادية ذلك الحين تتطلب العمل من هذا الطفل ذو العشر سنوات ... ولكنه كان يصر على عملي ايضا . وقد إكتشفت السر بمراحل متقدمة من العمر ، نعم إنها ليست الحاجة بل هي صناعة الرجال ، صناعة رجل من نوع اخر .
اما ابي فهو حكاية اخرى ، فقد تغرب في ريعان شبابه ، مثله مثل باقي أبناء الشعب الفلسطيني في ذلك الحين على دول الخليج للعمل ، ولكن سرعان ما أضطر إلى العودة إلى فلسطين ، ليس لانه مغرم في هذه البلد ، ولكن مجبراً على اثر حرب الخليج وهنا بدأت قصتنا.
نعم ، لقد أحببت العمل عندما كنت في صغري ، وكرهته أحيانا خاصة عندما كنت أمر من الزقاق الذي كنا نسكن فيه وأرى أصدقائي يلعبون الكرة .
ولكن كل شيء يسير في الحياة في طريقه .
مرت الايام وتعددت الأعمال مع كبر العمر ، عملت بائعاً متجولاً ، مراقباً ، محاسبا، وغيره الكثير ، لا أنكر أن عملي كان له دور في صقل شخصيتي منذ الصغر ، ولكنني صدقاً أحببته .
أما اليوم ، نستطيع أن نرى جميعاً في حياتنا اليومية الكثير من الأطفال ،( الباعة المتجولون في شوارعنا )، منهم من يقوم ببيع المنتجات الصحية ، والغذائية منها ، كما أنه منهم من يقوم بالتسول عن طريق البيع .
وصورة اخرلأطفال يعملون في المحال التجارية ، وصورٌ كثيرة مؤلمة في حياتنا اليومية ، فمنهم من يتسرب من المدرسة من أجل العمل ، منهم من ليس في المدرسة أصلاً ، بسبب العمل ايضاً .
بصدق لقد حاولت أن أقوم بعمل تطابق لصورة عملي في مع هؤلاء الأطفال الكثيرون ، أنا لم أكن في حاجة للنقود ، ولكن هم يحتاجونها ، منهم من يمثل نصف دخل عائلته ، إذ لم يكن كله ، ولكن ما المشكلة إذ أننا كلنا موقنون لهذه الحقيقة بل نعيشها ونستلذ بها !!!.
السؤال هو لماذا ؟؟ إلى أي حدٍ وصلت بنا الأمور كي نقطع الطريق على هؤلاء الاطفال !!!. ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق