الخميس، 22 يوليو 2010

روزالندا



بعد عراك طويل مع والدتي اقتنعت بان أقوم بلملمة أوراقي المتعثرة هنا وهناك ، أوراق قد اهترأت بعامل الزمن وأوراق قد اهترأت بسبب عوامل أخرى ... أوراق تحمل الكثير من الذكريات المتضاربة اللامتناهية ! ذكريات تعيد لجسدك ذاك الإحساس بالدفء المصاحب لتلك النشوة العارمة عند الجلوس بقرب المدفأة بليلة باردة متنكرة !! حطت عيني على تلك القصاصة المربعة وفي غضون اللحيظات التي مدت يدي لتناولها وبين اغتصابي لتلك الورقة كان عقلي الباطني يراجع آلاف الذكريات في محاولات يائسة لاستذكار ماهية تلك القصاصة !! حقيقة لم أكن ذاك المتفاجئ بمحتوياتها لقد كانت تحتوي اسمها وبريدها الالكتروني (روزا سعيد) ................. وهي رواية أخرى .......
نعم ... لا أنكر بأنني تبادلت مشاعري لذات مرة مع تلك الفتاة الإغريقية ، لا اعلم سبب ولعي بتلك الحضارة التي تعتبر من اعرق الحضارات على الإطلاق ، بصراحة كانت تلك الفتاة الإغريقية هي الفتاة الأولى بحياتي التي أبادلها هذه المشاعر ، المرة الأولى التي أتذوق بها ذلك الطعم ألتوتي البنفسجي ، حاولت إقناع ذاتي بأنها ليست سوى مشاعر إعجاب و ود ليس من المقدر لها أن تدوم ، أو مشاعر ملاطفة وشفقة ببعض الأحيان ليست سوى مشاعر عابرة تتلاشى بمجرد لمسها أو الاقتراب منها ، ولكن قد خانتني ذاتي ولم تستمع لتنبؤاتي حتى باءت حقيقة ! كانت هذه هي التجربة التي اوحت لي انه من الممكن بيوم من الأيام أن تبدأ رواية شرقية تنتهي بزواج أبطالها ، ولكن يوجد هناك دوما من يحرك تلك السفن بعكس اتجاه العاصفة !!! واندثرت هذه الحكاية لتبدأ من بعدها ألاف الحكايات ..... ومنها حكايتي مع ( روزا ليندا سعيد ) تلك الحكاية المعاصرة التي لم تبدأ بعد !!!!!
كنت أنا وصديقة لي نجلس في ( بيانو كافيه) ندخن النارجيلة ، بجانب تلك النقال. الصاخبة المعروفة بذلك المكان التي تمنع أي ثنائي بالاستمتاع بحديثهما ... وكانت هي تجلس في مكان بزاوية المنطقة وحيدة تلهي نفسها بالعبث بجهازها النقال ... ابتسمت لصديقتي قائلا ( شو رأيك نعومها تقعد معانا حرام والله البنت حلوة ) ؟ اتخمت صديقتي ضحكا ، واستغرابا لجرأة وقاحتي بذاك الشكل !! تحدتني وقالت لي بأنني لا املك حتى الشجاعة للقيام من مكاني ودعوتها !!! ولكني خنت توقعاتها ودعوت تلك السمراء الجميلة للجلوس معنا، ومما ساعدني على الموضوع أنها تقبلت من أول نداء...
تعارفنا جيدا حتى أننا بدأنا نتحدث عن أمور غير المواد المقترحة لهذا الفصل ! نعم لقد تعدينا الأحاديث الأكاديمية وبدأنا بالأحاديث العادية ! تحدثنا عن النبيذ والخمر ( الموضوع الذي كنت لحينها لا افقه منه شيئا !! ) لا أنكر بأنني أضفت إلى موسوعتي المعرفية بذلك اليوم بعض المعلومات المفيدة عن الخمور..... انتهى هذا اللقاء بتحديد موعد للقاء أخر ، تحديد موعد لصدفة مفبركة الانتظار !
أتى غدا مسرعا ومنذرا ببدء جلسة عاطفية لم تكن أبدا بالحسبان ، انتظرتها لمدة خمسة دقائق ، أتت بذات ترتيب الشعر ، ولكن كأنني لاحظت بعض الاختلاف على سمرتها الحنطية تحت الضوء الأمر الذي لم ألحظه بالمرة السابقة ، بدأنا بالمصافحة ، خيم الصمت قليلا حتى بدأت ( (Celine Dion بالغناء أغنيتي المفضلة (New day has come ) بدأت أهمهم مع تلك الأغنية بشكل قام بكسر جمود ذاك السكون ، ثم انغرسنا بالحديث ، تحدثنا عن أمور كثيرة ، أمور من الطبيعي أنا نتحدث بها بلقائنا الثاني وأمور لا يتحدث بها إلا بعد لقاءات كثيرة أو لا يتحدث بها أبدا !!!
هي كانت تلك الفتاة المتحررة التي لا تقبل بتلوين حياتها بذلك اللون المجتمعي القرمزي الذي يفرض على الفتية من جيلها أن يلون حياتهن به بسبب أفكار المجتمع الرجعية ! هي كانت من مدينة رام الله ولكي أكون صريحا لقد أعجبت بهواياتها الغريبة بعض الشيء !! والتي من أبرزها الشرب حتى الثمالة، ومتابعة الأفلام الرومانسية بشغف.... خاصة تلك التي يتخللها تلك اللقطات الإباحية البريئة !!!!!
بعد عدة لقاءات بدأت الإدراك بأنني أقوم بطرق أبواب جحيم لطالما ابتعدت عن طريقه .... جحيم لا أريد إعادة النظر فيه مهما يكن... لم اسمح لذاتي هذه المرة بان تكرر نفس ذاك الماضي، اتخذت قراري دون الرجوع إلى أي قاموس عاطفي، قمت بتغيير رقم جهازي النقال. ولم اذهب لذلك المكان لفترة كبيرة من الزمن !!! قالبتها صدفة بعد فترة ... بداخل الحرم الجامعي حاولت إنكاري لمعرفتها ، ولكنها تقدمت ووضعت بيدي تلك القصاصة التي احملها الآن وقالت لي انه لا بد لنا أن نتحدث وها أنا اليوم احمل تلك القصاصة بيدي مسترجعا لتلك الذكريات الغامضة !.
وهذه هي حكايتي مع روزاليندا سعيد !!!!!!!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق