الخميس، 22 يوليو 2010

ذكريات ضائعة



ذكريات ضائعة ....

أنهيت مكالمتي بالاتفاق على موعد لقائي مع احد زبائني المميزين ، كان يملك مطبعة حريرية في مخيم عسكر الجديد ، ذهبت الى موقف التكسي الخاص بمخيم اللاجئين عسكر وما هي الا دقائق معدودة فاذا انا داخل المخيم وعند ذاك الزبون ، انهيت اصلاحي لجهازه الحاسوب بسرعة كبيرة حيث ان وقتي للاسف ليس ملكي ، وودعته وهممت بالعودة الى منزلي لانهاء بعض الواجبات الدراسية المتراكمة ، وفي طريق العودة رايت طفلين يلعبان على قارعة الطريق لعبة (السكوتر)
وهي بالمناسبة لعبة جميلة جدا استنتجت من طريقة لعب الطفلين انهما اخوين ، جلست احدق بالطفلين وهما يلعبان هذه اللعبة لفترة اطول من فترة اصلاحي اجهاز الحاسوب ذاك دون ادنى احساس بالوقت ، لم اعرف لماذا.. هل لانني احببت هذه اللعبة ؟ ، ام لانني اعجبت بطريقة لعب الاخوين ؟ حيث انهما كانا يصعدان الى منطقة مرتفعة بالشارع ويهمون بالنزول ويكرران الكرة مرارا وتكرارا .. ام بسبب بعض الذكريات الضائعة !
وفيما انا في ذلك الموقف اذا ببعض الصور والافكار بدات تمرالى مخيلتي ومن اما عيني واذا بها تتحول الى تيار دافق من الذكريات نعم اها ذكريات ضائعة !
بدات الصورة تتضح اكثر فاكثر ، بدات بتذكر الوقت الذي قدمنا به وعائلتي من السعودية بسبب طرد ابي من عمله ( لانه فلسطيني) على اثر حرب الخليج ، وجميعنا نعرف الاوضاع الاقتصادية الصعبة في ذلك الحين خاصة للاشخاص المغتربين ، وفي اول فترة وصولنا الى الضفة الغربية كانت تلك اللعبة (السكوتر) ضيفا جديدا في فلسطين ، كنت ابلغ من العمر ثماني سنوات حينها وكان اخي الاصغر خمس سنوات ، كم حاولنا انا واخي الحصول على واحدة من تلك اللعبة في ذلك الوقت ، ولكن هيهات هيهات بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة ذلك الحين .
انتهزت فرصة وصول الاخوين الى اخر الطريق تماما حيث اقف وقمت بسؤال الاخ الاكبر اذا كان بامكاني الحصول على جولة على تلك اللعبة فكان جوابه قطعا لا ، وعادا الاخوان يعيدا الكرة من راس الطريق الى اخره بينما قمت انا بالانسحاب رويدا رويدا وانا احاول محاولات يائسة لمسح تلك الذكريات الضائعة التي كلما راودتني آلمتني .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق