الأحد، 17 أبريل 2011

في تلك السماء

حدقت به مطولاً ، أتفحص ساعتي مجدداً للمرة الرابعة الى الان  ، درجة أقتراب عقربي الساعات والدقائق توحي بتوقف الأرض عن الدوران ، هو في نفس وضعية جلوسه منذ البداية ، لم يحرك ساكناً ، ما يزال هو مثبتاً تاظريه الى سماء تلك الليلة ، وما أزال انا محدقاً به.
هو لم يعد يعي تلك الحقيقة بعد الان ، حواراتٌ مستمرةٌ في سبيل ارضاء بعضٍ من الذات ، وبعضٍ من الذات الاخرى ! ، بدأت انا باستحضار بعض الارواح تمهيدا لاستقبال الالهة ، هو .... استحضر بعض النجوم محضرا امنيته الاخيرة استقبالاً لشهابٍ تائه .
على ذلك الشاطئ ، اوقدنا بعض الحطب ، انتظرنا بداية العرض ، ألفنا نغماتٍ موسيقيةٍ تتحدث عنها هي ، في زاويةٍ مجهولةٍ تحت تلك القبة ، رأينا انبعاث ذاك الشعاش ، يترنح بضعفٍ من بعيد ، أيقظنا شمعاتٍ من سباتٍ دام مدة خمس عشرة عاماً .
اليوم لاحظت ابتسامةً على خده ، أحسست دفئا لم أحسه منذ مدة طويلة على وجنتيه ، يحاول اخفاء بعض الظواهر المخجلة ، ولكني كنت بمثابة مرآة لأفكاره وتصرفاته ، أحسست بكافة الأمور التي أحسها هو تلك اللحظة ، شاركته بعضاً منها .
بدأت الألوان تهيمن على جميع الطرقات ، تارة تلونه هو خريفا  ، وتارة تلونني ربيعا ، وتارة تلونه شمسا دافئة ، كل شيئٍ من حوله أصبح متعدد المعاني ، أصبحت الكلمات والمفردات تحمل في طياتها الكثير الكثير من المعاني الظاهرة كانت ام خفيةٍ ربما ، أصبح للموسيقى والاغاني طعمٌ ولونٌ آخر ، الكثير والكثير الكثير من المعاني والايحائات .
ألنزاع بين الحقيقة والوهم ، بين الخير والشر ، بين اليوم والبارحة ، كلها نزاعات تجري مع ذلك التيار لكي تصب اخيراً في بحر النزاع بين العقل والقلب ، نزاعٌ بدأ يتخذ حيزاً لا بأس به من رسوماته  ، الأختيار صعب ومكلف ، والنتيجة واضحة ، منذ فترة لم ألحظ ذلك الارتباك وعدم القدرة على اتخاذ القرارات  بنائناً على أفعاله .
فكر أن يذهب ويخبرها ، فكر مليا قبل أن يحدثها ، هو أخبرني ما عجز عن اخبارها ، ما لم تسعفه شجاعته أن يخبرها ، هو أخبرني أن كل رسوماته تلك لها هي ، أن كل تلك الوجوه على دفاتره لها هي ، أن كل كلماته كانت تتحدث عنها هي ، أن مسرحياته كلها تتدور عنها هي ، ألحانه وأغانيه ، صمته وكلامه كله لها هي ، ولكن لم يكن أبداً يملك الجرأة ليخبرها هي بذلك ، أخبرني أنا بذلك ، وأنا وعدته أن أكتم أسراره وأفكاره .
هي كانت خمس عشرة دقيقة ، ليست بكافية كي تفتح بعض الابواب المغلقة ، ولكنها كانت كفيلة بجعلها حزينة ، يا لسخافته ، حتى أجمل خمس عشرة دقيقة قام بتشويهها عنوة ، عائدين على ذلك الطريق ، بعض ألاشجار التي ما زالت تلبس ثوب الخريف بدأت بالابتسام مجددا ، ربما هي تود مفارقة الحياة ، أو ربما تستعد لارتداء اثواب عديدة أخرى في هذه الحياة أو ربما حياة أخرى .
انهينا جلستنا لهذا اليوم ، لبسنا انا وهو نفس الثوب ، ذلك الثوب الذي اشترته لي والدتي تحضيراً منها لرحلتي الطويلة ، صافحته بحرارة ، صافحت نفسي حقيقة ! ، أغلقت تلك النافذة ضبطت منبهي القديم ، وذهبت الى فراشي تاركاً كل تلك الهواجس منتظرتاً مرور ذلك الشهاب التائه لكي تسلمه امنياتٍ باتت بالكثيرة
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق