الأحد، 17 أبريل 2011

ذلك الطريق


لوحدي سرت في الطريق فترة من الزمان ، رافقني صديقي بعضا من الوقت في سراديب وازقة ذلك الطريق ، ولكنني ما لبثت عدت اكمل مسيرتي لوحدي ومن جديد ، حاولت جاهدا ، حاولت اضافة بعض الالوان والانوار على قارعة ذلك الطريق  ، حاولت تزيينه بازهار زرعتها سابقا ، قمت بوضعها على بعض الشرفات ، رسمت سماءا خاصة بذلك الطريق ، وبائت كل محاولاتي بفشل تلو الاخر .
في اللحظة الاخيرة ، عندما اظلمت جميع تلك الطرقات ،عندما فقد هو الامل ، اغلق المنفذ الاخير الذي يؤدي الى النهاية ـ بل حقيقة قارب على الاغلاق ، احتاج الى معجزة لكي اصل اليه مبكرا قبل اغلاقه ، سطع ذلك الضوء من بعيد ، بصيص امل ليس بالمنتظر ، ولكنه كان يبدو له كسراب الصحراء المتعطشة ، لم يعره انتباها ، حتى اقترب ذلك الضوء شيئا فشيئا ، أسرعت اليه ، اقتربت منه أكثر ، ولكنه لم يكن كسراب الصحراء ببرهة ، كانت هي تقف هناك ، تنظر الي بعين الامل والشفقة ، وقعت على الارض من هول الصدمة ، لم يكن ليعتقد لحظة بانها هي ، اومأت براسها له ، مددت يديها لتلتقطه من  سباته وجفلته ، وحملته باجنحة ملائكية في محاولة لايصاله الى البوابة الاخيرة فيل فوات الاوان .
أنيرت كل تلك الطرقات على حين غرة ، زينت الورود جميع الشرفات ، ولونت السماء الوانا عدة ، حلقت في سمائنا اسراب واسراب من الطيور ، بدات اشعة المش تغازل خديها ، بدات الكثير والكثير من الاحلام تتحول الى حقيقة .
سرنا سويا في ذلك الطريق برهة من الوقت ، بدات عدادات الوقت تختصر الاقتباسات ، لحظات .. ثواني .. دقائق ... ساعت .... ايام ....سنين ..... جميع تلك العدادات ثبتت في ذات الوجهة ، وفي نفس ذات وجه العملة ، جميعها اصبحت تساوي نفس الوقت ، نعم لم يعد هناك اي احساس بالوقت .
أحلام قزحية رسمت ، ايضا على ذلك الطريق ، ها قد باتت تلك البوابة بالظهور ، لم يتبقى سوى القليل للخلاص ، أخيرا قد قمت بالتكفير عن جميع ذنوبي ، واويت الى خلاصي هناك ، في لحظات الضعف ابتسامتها تنير جميع الطرقات ، ترويها حكاية شرقية .... حكاية ليس من المقدر لها أن تجد دار نشر تؤول اليها او لاحضان قراء يتناولونها جيل بعد جيل .
باتت النهاية وشيكة ، لم يتبقى الكثير على تلك البوابة ، فرح وسرور عارم بدا يسري في اطرافي ، ماذا حدث فجاة ، اظلمت تلك الطريق من جديد ، ذبلت كل الازهار ، اثقلت الغيوم السوداء كاحل شمسنا ، لم تعد اجنحتها تقوى على حملي لاكمال ما تبقى من ذلك الممر ، لاجد نفسي وحيدا مرة اخرى ، هي كانت قد ذهبت وعبرت تلك البوابة في اخر لحظاتها ، عاركت جاهدا الوصول الى تلك البوابة قبل اغلاقها ، ولكن كان قد فات الاوان ........
ها انا اقوم برحلة العودة مجددا ، لابحث عن طريق اخر لكي اسير به مسيرتي الطويلة الى اللانهاية ومن جديد ، ولكن هذه المرة لوحدي ، دونما اي امل ، ها قد رسا مركبي هناك ، استعدادا لرحلة النهاية .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق