الاثنين، 13 ديسمبر 2010

ضباب


انتظرتها هناك بالبرد كثيرا ، أقف انظر إلى جموع الناس ، أحدق جيدا بالوجوه المزرقة شيئا من قسوة البرد ، استمع إلى العديد من النغمات المرسومة على شفاه المارة من أمامي ، ألاحظ تلك الجميلة تتحدث مع نفسها ، يا ترى هل هي تنتظر احدهم مثلي ؟ أم هي تبحث عن مغفرة من عصيان لاذع !
تائه في صحرائي مرة أخرى ، منتظرا قدومها ، ذلك المسن ما زال يحدق بي ، وتلك الطفلة ترمقني بنظرات مبتسمة ، أحاول قتل  الوقت ببعض الحركات الغير محسوبة ، تلك المرأة ألقت علي التحية للمرة الثالثة إلى ألان ، ما أزال أقف في نفس المكان ، وما أزال انتظر قدومها ، بدأ البرد يتسلل إلى أطرافي ، لم استمع إلى والدتي ، ولم اصطحب معطفي معي !
بدأت أحس بتواجدها حولي بالمكان ، التفت إلى كل الاتجاهات ، ها قد بدأت المح خيالها من بعيد ، نعم خيالها هي ، بدأت المح شعرها ألان ، إنها هي ، هي تقترب شيئا فشيئا ، بدأت دقات قلبي بالاضطراب ، إحساس مفاجئ بالدفء بدا يسري في عروقي ، هي تقترب مني ، ها قد أصبحت الآن بين يدي ، أنا الآن امسك بيدها ، أنا الآن ضائع بين اغوائات الوقت واغوائات الحقيقة .
أفيق من غفوتي فجأة ، ما أزال ممسكا بيدها ، هي ما تزال تنتقي ملابسها بناءا على رغبتي ، وما أزال أحب ملابسها بناءا على سجيتي ، ذهبنا في ذلك الطريق إلى مكان اللقاء ، نعم ذهبنا سويا ، ها نحن نجلس الآن  وحدنا ، هو من حولنا لا يعيروننا انتباها ، ما أزل امسك بيدها إلى الآن ، بدأت أحدثها عن عينيها ، عن شعرها ، هي استمرت بحمرة خديها ، وانأ استمررت بابتسامتي المنتشية .
بالمكان.منا الوقت، بدأت وتيرة حركاتنا تتسارع على تلك الأنغام التي تحيطنا، رائحة شعرها لا تفارق انفي، ملمس يدها على قدمي ما زال يحييني، ها إنا الآن افقد إحساسي بالوقت... بالمكان ... بالشخوص... كانت عبارة عن لحظات معدودة هي تلك التي التصقت شفتي بشفتيها، إحساس رطب بداء يسري بعروقي، بدا جسدي بالارتعاش، وتحول خجلها إلى حمرة قاتمة بداية، ثم تحول إلى سرور قاتل !
ممسكا يدها مرة أخرى إلى مكان الوداع ، ما تزال تلك الغيوم تنبأ باقتراب هطول المطر ، ذلك المطر الذي انتظرناه طويلا ، وما نزال ننتظره إلى الآن لكي نسير بين حباته مسيرتنا الأخيرة إلى اللامكان ، في محاولة عابثة أخرى لغسل بعض الخطايا ، وأشياء أخرى .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق